عرفنا النصب من شركات توظيف الأموال وأعمال الشعوذة وكان المتبع دائما ان يقع البسطاء والفقراء في هذه الكوارث.. ولكن آخر ما قرأت في مسلسل الشعوذة ما حدث في زيمبابوي ولم يكن الضحية رجلا بسيطا شابا فقيرا ولكن الضحية كان رئيس الدولة روبرت موجابي.. لقد استطاعت الدجالة نوماتر تاجيريرا ان تقنع رئيس الدولة وكبار المسئولين فيها أنها قادرة علي استخراج البترول من الصخور.. وأمام الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها زيمبابوي وافق رئيس الدولة ومنحها مليون دولار.. ولكن الدجالة لجأت إلي حيلة ذكية وساذجة فقد قامت بملء خزان وقود مهجور بكمية من الديزل واوصلت به أنبوبا أخفته في اعلي صخرة وبدأ البترول يتدفق من أعلي الصخرة وكبار المسئولين في الدولة ينظرون بدهشة إلي هذه المعجزة. ولكن سرعان ما تكشفت حقيقة اللعبة التي خدعت بها الدجالة الحكومة ورئيس الدولة واتضح ان مسئولا في الحكومة تورط في هذه اللعبة مع الدجالة التي حصلت علي اكثر من 500 مليار دولار زيمبابوي.. والدولار في زيمبابوي هو عملة الدولة يعيش أسوأ حالاته لان الدولار الامريكي الواحد يساوي آلاف الدولارات الزيمبابوية.. وبعد ان خدعت الدجالة الحكومة ورئيس الدولة بدأ التحقيق معها. ولا أدري هل المفترض ان يحاكم القضاء الدجالة ام يحاكم المسئولين الكبار الذين وقعوا فريسة هذه الحكومة.. في تقديري ان المحاكمة يجب ان تكون لرئيس الدولة والوزراء وخبراء البترول الذي صدقوا الدجالة وقدموا لها كل هذه الأموال.. هذه هي الحكومات التي تحكم الشعوب الآن بكل هذا الجهل والتسيب.. أين المستشارون الذين يبحثون عن الملايين وأين الخبراء الذين يحيطون بأصحاب القرار.. ما أكثر الحكايات التي تروي عن قصص كثيرة لعمليات نصب واحتيال، ولكن ان يصل الأمر الي استخراج البترول بالتخاريف والسحر والشعوذة فهذه كارثة جديدة لم يعرفها أحد من قبل.. يحكون كثيرا عن الدجالين الذين كانوا يعيشون في قصور الحكم في الأزمنة القديمة ومازلوا حتي الآن. هناك من كان يحدد مواقيت الحروب وساعات النحس وساعات الرضا والسعادة في حياة الحكام حتي ينام الحاكم وحتي يصحو وعندما يقابل حاكما آخر يجب ان يكون ذلك في ساعات السعد وليس النحس.. ولهذا لم يكن غريبا ان يبحث الرئيس موجابي عن عفريت يكتشف له البترول في بلاده.. وربما وجدنا عفاريت لصنع الأسلحة النووية وانتاج الصواريخ العابرة للقارات وربما وجدنا في جيب كل حاكم عفريتا صغيرا يوجه سياسة الدولة ويقدم له النصائح والمشورة.. في كل زمان عجائب.