وجهت الحكومة الاسرائيلية اليمينية ضربة جديدة لجهود إحلال السلام في الشرق الاوسط، تمثلت في إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفضه النداء الذي وجهته إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما، بوقف بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في القدسالشرقية. قال نتنياهو تعقيبا علي الطلب: إن سيادتنا علي القدس غير قابلة للطعن، وهذا يعني أن سكان القدس يمكنهم امتلاك منازل في كل اجزاء المدينة. وتابع قائلا: لا يمكننا ان نقبل فكرة ان اليهود لا يكون لهم الحق في شراء المنازل أو البناء في كل مكان في القدس. ويأتي الرفض الاسرائيلي لطلب إدارة أوباما بعد ايام من استدعاء وزارة الخارجية الامريكية السفير الاسرائيلي لدي واشنطن، مايكل أورن، حيث تم ابلاغه بطلب وقف الاستيطان في حي "الشيخ جراح" بالقدسالشرقية، التي يأمل الفلسطينيون ان تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية. المشروع الاستيطاني الذي تسعي الحكومة الاسرائيلية لبنائه في القدسالشرقية، يموله مليار دير يهودي أمريكي، وهو ايرفينج موسكوفيتش، أحد مؤيدي سياسة توزيع المستوطنات اليهودية في الاحياء القديمة بمدينة القدس. السؤال الآن هو حول مدي قدرة الرئيس أوباما علي "اقناع" اسرائيل بوقف الاستيطان حتي يوفر فرصة مناسبة لاختراق الجمود في عملية السلام وبدء جولة جديدة من المفاوضات مع الفلسطينيين. كانت العلاقات الامريكية الاسرائيلية قد شهدت عدة متغيرات في الآونة الاخيرة منذ وصول الرئيس أوباما للبيت الابيض في الولاياتالمتحدة في بداية عام 2009 واعلانه الالتزام برعاية التوصل لتسوية للقضية الفلسطينية تقوم علي حل الدولتين وهو ما تواكب مع تشكيل حزب الليكود بزعامة نيتنياهو لحكومة ائتلافية من احزاب اليمين المتطرف التي تدعم التوسع الاستيطاني ولا تقبل بتقديم أي تنازلات في القضايا الرئيسية للصراع الاسرائيلي الفلسطيني بما أدي إلي اتساع حجم التناقض في توجيهات الطرفين واهدافهما المعلقة ووصل الامر إلي ذروته برفض نتنياهو الصريح لوقف مستوطنات القدس. اعتقد أن الرئيس الامريكي لن ييأس من محاولة اقناع اسرائيل بالكف عن المراوغة باللجوء إلي الاعضاء البارزين في اللوبي المؤيد لاسرائيل بالولاياتالمتحدة في حالة اضطراه إلي اللجوء لإجراءات ضاغطة علي الحكومة الاسرائيلية. علي أن الاهم هو النظر إلي محاولة نتنياهو الهروب من الضغوط بالمناورة بالرأي العام في بلاده الذي يؤيد عدم التساهل مع الفلسطينيين، في هذه الحالة سيتعين علي نتنياهو مواجهة انهيار الائتلاف الحاكم، وربما خوض انتخابات مبكرة جدا عن موعدها.