وجهت واشنطن تحذيراً صارماً إلى إسرائيل من استمرارها فى الاستيطان بالقدسالمحتلة، وذكر راديو «صوت إسرائيل»، وصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن الإدارة الأمريكية حذرت إسرائيل بشدة من استمرار بناء المستوطنات بين مدينتى القدس ومستوطنة معاليه أدوميم جنوب شرق القدسالشرقية. وأشار المصدران إلى أن أمريكا أكدت أن أى تغيير للوضع القائم فى تلك المنطقة ستكون له آثار تدميرية. وتزامن ذلك مع رفض إسرائيل الدعوة الفرنسية المطالبة بوقف مشاريع الاستيطان الجارية فى القدسالشرقية، أو فتح معابر قطاع غزة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن قضية الاستيطان لن تجد حلا لها إلا ضمن تسوية سلمية شاملة ودائمة، داعيا فرنسا إلى المساهمة فى إقناع السلطة الفلسطينية باستئناف المفاوضات السلمية. وفى هذه الأثناء، أعلن إسرائيليون من أنصار اليمين المتطرف عزمهم اقتحام ساحات المسجد الأقصى الأسبوع المقبل، احتجاجا على الضغوط التى تمارسها الولاياتالمتحدة والرئيس باراك أوباما على حكومة تل أبيب لحثها على وقف مخططاتها الاستيطانية فى القدسالمحتلة. وصرح الزعيم اليمينى المتطرف جيرشوم سالومون لصحيفة «جيروزاليم بوست» بأنه يأمل فى أن يتوجه مئات الأشخاص بمناسبة الاحتفال بذكرى «خراب الهيكل» إلى المكان المعروف فى التقليد اليهودى ب»جبل الهيكل». ومن جهتها، اتهمت إحدى المنظمات الإسرائيلية غير الحكومية السلطات الإسرائيلية بالسعى إلى تحويل القدسالشرقية إلى «خليل ثانية» من خلال دعم المستوطنات التى تحاول الانتشار وسط المدينة، وأشارت المنظمة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل بالتنسيق مع الجماعات اليمينية المتطرفة لتحويل وسط القدسالشرقية إلى «منتزه تحيط به المستوطنات» على غرار الوضع الراهن فى الخليل. يذكر أن السلطات الإسرائيلية قامت ببناء نحو 500 مستوطنة يعيش بها اليهود بمدينة الخليل التى يبلغ تعداد سكانها 500 ألف شخص. وفى غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية بأن عشرات المستوطنين الإسرائيليين هاجموا منازل المواطنين الفلسطينيين بالقرب من مستوطنة إيتسهار فى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، دون وقوع إصابات. ومن جهتها، أعربت السلطة الفلسطينية عن استعدادها لاستئناف محادثات السلام على الفور بشأن إقامة دولة فلسطينية إذا نفذت إسرائيل مطالب العالم بوقف البناء الاستيطانى، وذلك تعقيباً على تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى حفل أقامه السفير المصرى فى تل أبيب ياسر رضا بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، أعرب فيه عن أمله فى التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين والعرب. وشارك فى الاحتفال الذى أقيم بمنزل السفير المصرى، بجانب نتنياهو، الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، حيث قام السفير المصرى وضيفاه بتقسيم «تورتة» على هيئة علم مصر، وشرب الجميع «النخب» احتفالا بالثورة. وقال نتنياهو: «أعتقد أنه يمكننا أن نحصل على سلام دافئ جدا مع العرب». وفى تلميح أيضا إلى خطط عربية تطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها عام 1967 كشرط لتحقيق السلام وهو ما ترفضه إسرائيل، قال نتنياهو: «إذا لم تكن هذه عروضا نهائية فإننى أعتقد أن هذه الروح يمكن أن تساعد فى تهيئة الأجواء التى يمكن من خلالها التوصل إلى سلام شامل». وتعقيباً على تصريحات نتنياهو، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة: «إن السلام على جميع المسارات هو الذى سيؤدى إلى سلام دائم وعادل فى منطقة الشرق الأوسط». وأضاف: «نحن مستعدون لاستئناف المحادثات، والمطلوب هو تحويل الأقوال إلى أفعال ووقف الاستيطان خاصة فى القدسالشرقية والاعتراف بحل الدولتين دون شروط».