أوضح التقري الشهري الذي اصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء عن شهر يونية الماضي عن متوسط أسعار مواد البناء عن انخفاض كبير في اسعار الخشب الزان والسويدي والبياض بنسبة 12،69% و24.47% و30.95% علي التوالي مقارنة بشهر يونية ،2008 كما ارتفعت أسعار الأسمنت البورتلاندي العادي والأبيض والحديدي بنسبة 14،2% و5،56% و11.36% علي التوالي، بينما ارتفعت أسعار الرمل والزلط بنسبة 29،85% و10،04% علي التوالي. فلماذا لا تتم الاستفادة من الانخفاض الواضح في أسعار الأخشاب واستخدامها في بناء وحدات خشبية مكونة من طابق واحد أو اثنين علي غرار ما يحدث في الخارج ونبدأ التجارب في الوحدات المصيفية وفيلات المنتجعات السياحية بالمدن الجديدة أو المشروع القومي للشباب "ابني بيتك" ويقتصر استخدام الخرسانة المسلحة علي العمارات ذات الارتفاعات الكبيرة لتخفيف الطلب المتزايد علي مواد البناء التقليدية وتوفير وحدات إسكان للشباب اقتصادية التكاليف؟ وهل يعتبر الاعتماد علي الأبنية الخشبية حلا سحريا لأزمة الإسكان أو تكون العقارات في متناول الجميع. محسن التاجوري نائب رئيس شعبة الأخشاب والنائب الأول للشعبة العامة للمستوردين يؤكد تكدس مخزون كبير من الأخشاب وتوقف مناشير القطع في غابات الدول المنتجة، نتيجة لحالة الكساد والركود الاقتصادي التي تجتاج العالم، مما أدي إلي تدني أسعار الأخشاب بدرجة كبيرة. وقد طالبت الغرفة وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد باستغلال الفرصة واستخدام الأخشاب في بناء المنازل الخشبية لتخفيف الطلب علي مواد البناء التقليدية، مثل الأسمنت الذي ترتفع أسعاره بشكل مستمر، خاصة في المباني التي لا يتعدي ارتفاعها طابقين فقط في المدن الجديدة والمنتجعات السياحية علي الشواطيء التي تم التوسع في بنائها بشكل كبير، بشرط ان يتم بناء "الكومبوند" بأكمله بتلك الطريقة، فمن الناحية الاقتصادية كلما زاد عدد الوحدات انخفضت التكلفة، وأيضا للحصول علي الشكل الجمالي المطلوب يتم وضع تصميمات خاصة مواكبة للعصر. أفضل الأخشاب ويتم البناء بالخشب في جميع دول العالم حتي ألمانيا التي لا تعتبر دولة منتجة للأخشاب إلا بكميات ضئيلة جدا، تستورده وتستخدمه في بناء المنازل بدون أدني مشكلة، ويصل سعر الخشب البياض الذي يستخدم في إقامة وتقفيل جدران المنازل الخشبية 1200 جنيه للمتر المكعب، وسعر المتر المكعب من خشب الفيليري الذي يستخدم في إقامة أعمدة المنزل من 1500 2000 جنيه، أما الخشب العزيزي الذي يستخدم في بناء الأسقف فيصل سعره إلي 1500 جنيه للمتر المكعب. ومن مميزاته أنه عازل للرطوبة ومقاوم للمطر والمياه ولذا يستخدم في صناعة أبواب ثلاجات المحاصيل الزراعية، وأيضا لا يتأثر أو يتمدد بحرارة الجو المرتفعة، وأسقف المنازل التقليدية القديمة والأثرية التي مازالت قائمة حتي الآن مقامة من عروق الخشب العزيزي. مساكن بترول فقط أما شركة النيل للكبريب المنتج الأول للمنازل الخشبية سابقة التجهيز في فترة الثمانينيات علي أعلي مستوي من الجودة، فقد أكد مسئول بالشركة فضل عدم ذكر اسمه ان الشركة اوقفت خطوط إنتاج المنازل الخشبية منذ سنوات عديدة لضعف الاقبال علي الشراء، وارتفاع سعر التكلفة في ذلك الوقت بالمقارنة بأسعار مواد البناء التقليدية. فشركات البترول فقط هي التي كانت تستخدمها لاعاشة العاملين بها في قلب الصحراء، حيث كان يتوافر بها دورات مياه ومطابخ وكانت تتم معالجة أخشابها بمصانع الشركة ضد الحرارة، وكان يتم فكها وإعادة تركيبها عند انتقال شركة البترول لموقع آخر، بواسطة الفنيين المختصين بالشركة، ولكن للأسف فقد تم خروج جميع الفنيين في مجال تصنيعها بنظام المعاش المبكر، ولذا فلا توجد امكانية إعادة تصنيعها مرة أخري، لعدم وجود امكانات مادية كافية لإعادة تشغيل خطوط انتاج جديدة أو تدريب عاملين جدد.