يفتتح الرئيس حسني مبارك غداً أعمال القمة الخامسة عشر لدول عدم الانحياز بمدينة شرم الشيخ، يشارك في أعمال المؤتمر 150 من رؤساء الدول والحكومات ويقدم الرئيس الكوبي راؤل كاسترو في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تقريرا حول نشاط الحركة خلال الفترة من 2006 إلي 2009 باعتباره رئيساً للقمة السابقة ثم يقوم بتقديم اقتراحه بانتخاب الرئيس المصري حسني مبارك رئيسا للقمة الخامسة عشر. ومن المقرر أن يلقي الرئيس مبارك كلمة افتتاح القمة فور انتخابه ثم يلقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمته ومن بعده تتوالي كلمات لرئيس مجموعة ال 77 ثم الصين ثم ممثلي المجموعات الإقليمية. وقالت السفيرة نائلة جبر مساعد وزير الخارجية للهيئات والمنظمات الدولية إن الرئيس مبارك سوف يطرح في كلمته أمام القمة تصور مصر فيما يتعلق بأهمية الموضوعات الخاصة بالحركة كموضوعات نزع السلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان والإتجار بالبشر والأممالمتحدة والبيئة والصحة والأزمة الاقتصادية العالمية وحرية الإعلام. وكانت أعمال الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة قد بدأت أمس وتم رفع مشروع الوثيقة الختامية للمستوي الوزاري بعد اعتمادها. سيطرت الأزمة المالية العالمية علي مسودة الوثيقة الختامية للقمة حيث أكدت المسودة التمهيدية للوثيقة الختامية علي ضرورة مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية في إطار تأثيرها بشدة علي النمو الاقتصادي والتنمية في الدول بشكل عام علي نحو يمكن أن يؤدي إلي زيادة الفقر والحرمان في هذه الدول. كما تؤكد علي التأثير السلبي للإجراءات الأحادية التي تفرضها بعض الدول المتقدمة فيما يتعلق بالإصلاحات المنشودة عالميا وعدم تعاونها بشكل كافٍ مع الدول النامية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية. وفي نهاية أعمال الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة ألقي أحمد أبو الغيط وزير الخارجية كلمته التي أكد فيها علي أن المبادئ الأساسية التي قامت عليها الحركة هي مبادئ صالحة الآن كما كانت صالحة وقت تأسيس الحركة وقد وجدت لتبقي حارسا أمينا علي مصالح دول الجنوب.. كل الجنوب. إن عدم الانحياز هو التمسك بالمبادئ التي أرساها الآباء المؤسسون للحركة وهو احترام سيادة ووحدة أراضي جميع الدول بغض النظر عن قوتها وقدرتها علي الدفاع عن نفسها.. وعدم الانحياز للاستخدام غير الشرعي للقوة وإعلاء أحكام القانون الدولي واحترام مبدأ التعايش السلمي بين الشعوب. وقد جاء اختيارنا لعنوان "التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية" شعاراً إيمانا منا بأنه في غياب التضامن لن يكون هناك سلام، وفي غياب التضامن لن تكون هناك تنمية واستقرار في ربوع العالم، وفي غياب التضامن والمشاركة في الأعباء لن يكون بالإمكان الحفاظ علي حق وفرص الأجيال القادمة في مستقبل أفضل تعيش فيه في سلام وأمان. سكان الدول النامية خمسة مليارات نسمة أكثر من نصفهم من الشباب.. وأشار بأنه بالتزامن مع الحفاظ علي المبادئ الأساسية للحركة يتعين علينا أن ننظر للمستقبل متطلعين لغد أفضل لشعوبنا، ومدركين للصعاب والتحديات المتزايدة التي يعيشها عالمنا المعاصر. ونوه أبو الغيط في كلمته بأنه علي الرغم من الزيادة السكانية الكبيرة علي مستوي العالم فإن التعاون الدولي التنموي لم يتطور بالقدر اللازم للاستجابة للاحتياجات المتزايدة المصاحبة لها، كما أن النظام الدولي بمؤسساته وهياكله لم يتطور بالشكل الكافي الذي ننشده منذ نشأته بعد الحرب العالمية الثانية. وأكد أبو الغيط علي أنه أصبح لزاماً علينا العمل لإعادة صياغة نظام دولي جديد في آلياته.. نظام يقوم علي التعددية وديمقراطية العلاقات الدولية.. نظام يتم فيه اتخاذ القرار بالتوافق وليس بالاحتكار.. ويحكم علي مدي نجاحه بقدرته علي تحقيق العدالة والحفاظ علي كرامة الإنسان وآدميته وحقه في الحياة وهو ما تدعو إليه كافة الأديان. وقال أبو الغيط: نحن نعدكم بالعمل خلال فترة رئاستنا للحركة علي إعادة الثقة في النظام الدولي متعدد الأطراف والذي تعتلي قائمته منظومة الأممالمتحدة وبخاصة الجمعية العامة، وتعزيز آلية التنسيق المشترك مع مجموعة ال 77 والصين يعد ضرورة أساسية للنظر في صياغة مقترحات عملية وقابلة للتنفيذ لإعادة قضية التنمية مرة أخري علي رأس الأولويات في عمل الأممالمتحدة وفي هذا السياق تري مصر أنه من غير المقبول أن تظل القارة الأفريقية بعيدة عن تحقيق أهداف الألفية الإنمائية رغم عدم افتقار المجتمع الدولي للموارد الطبيعية والبشرية المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف.