رفض المصرفيون الربط ما بين أسعار الفائدة وتأرجحها خلال الفترة الماضية وبين عودة ظاهرة توظيف الأموال مطالبين الجمهور بعدم الانزلاق في أي منعطفات خطيرة خلال الفترة المقبلة معتبرين ان الطمع هو السبب الرئيسي لعودة هذه الشركات التي تطل علينا من وقت لآخر. من جانبه قال محمد مرجان الخبير المصرفي إن عودة شبكات توظيف الأموال لا يمكن ان نرجعه لاسعار الفائدة في كل مرة ففي كثير من الاحيان تنشط هذه الشركات واسعار الفائدة مرتفعة ويكون الطمع هو السبب الرئيسي لعودتها، تابع مرجان قائلا: إنه علي الرغم من وجود الشريحة المصابة بالطمع فإن هناك شريحة مازالت لديها الخبرة الكافية للحكم علي مقاليد الأمور رافضا في ذات الوقت الربط بين قرار خفض اسعار الفائدة وعودة هذه الشركات في كل مرة. أضاف مرجان انها ظاهرة عالمية وطالب بإعادة النظر في المناخ الاستثماري العام من خلال دراسات عميقة. وتشجيع الانتاج وازالة العقبات اكد ان الاستثمار المباشر من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة هو الحل الأساسي للقضاء علي توظيف الأموال وليس إلقاء التهم علي القطاع المصرفي. ثقافة الاستثمار وتلتقط أطراف الحديث سها سليمان رئيس قطاع تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك عودة أطراف الحديث مشيرة إلي أن تعميق ثقافة الاستثمار في البورصة والبنوك يحتاج إلي إعادة توعية وتعميق وليس إلقاء التهم علي البنوك وكأنها السبب الرئيسي وراء كل فساد يظهر في المجتمع. أضافت ان مشكلة توظيف الأموال أكبر وأعمق من مجرد حادثة نصب أو واقعة معينة وانما ترجع لعدم وجود ادراك وفهم لفرص استثمارية حقيقية وجيدة يمكن للمستثمر ان يلجأ إليها بسهولة واطمئنان للعائد المالي منها. أما أحمد علاء الخبير بالبنك العقاري العربي ورغم دفاعه الشديد عن البنوك إلا أنه أكد أن المناخ العام للاستثمار طارد للمستثمر حاليا.. مما شجع اصحاب الأموال علي المخاطرة. موضحا انه بالرغم من كثرة الحوادث وحالات النصب فإن عقلية المستثمر تتباين بين جانب يحب المغامرة بتوظيف أمواله عند الأفراد وزيادة نسبة المخاطرة مقابل الاتفاق علي عائد مادي ضخم. والبعض الآخر يرغب في التقليل من حجم المخاطر بإيداع امواله في البنوك او البورصة مع تحقيق ارباح اقل. طالب باعادة النظر في المناخ الاستثماري وعمل الدراسات اللازمة لازالة العوائق والمشكلات الحقيقية التي تواجه المستثمرين مع تشجيع الانتاج. ظاهرة عالمية ويقول اشرف بيومي ببنك تنمية الصادرات إن الظاهرة عالمية ولها اسبابها التي تفهمتها كل الدول بعيدا عن القطاع المصرفي فهي ظاهرة عالمية وتنتشرفي الولاياتالمتحدة وأوروبا وغيرها من البلاد، مشيرا إلي أن اقتصادنا لايستطيع تحمل مثل هذه العمليات علي عكس الدول المتقدمة التي تمتاز باقتصاد قوي ولا تشعر بهذه الظاهرة بالرغم من انتشارها بشكل أكبر. قال إن الاستثمار المباشر هو افضل الطرق لتشغيل الأموال وزيادة الانتاج خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة. مشيرا إلي أنها تزيد عن نسبة 87% من حجم الاقتصاد الامريكي اضاف ان حجم المخاطر بها قليل وعوائدها مضمونة سواء بالنسبة للاستثمار العقاري أو الورش الصغيرة أو حتي المحال. واعتبر من يتجه من المستثمرين الي شركات توظيف الاموال مغامراً ومقامراً أكد ان الطمع والجشع هو السبب الرئيسي الحقيقي وراء انتشار ظاهرة توظيف الاموال. مندهشا من عدم التعلم من حوادث النصب العديدة التي انكشفت خلال الفترات السابقة ومع ذلك نجد من يقع فيها مرة أخري. قال إن استثمار الاموال في المشروعات الانتاجية هو الافضل لأنه يمتاز بالأمان والمشروعات غالبا تكون مدروسة بدقة من المستثمرين مما يقلل من حجم المخاطر.