يشن دعاة القنوات الفضائية حملات منظمة ضد القطاع المصرفي داعين المودعين الي ضرورة التخلص من الربا بمقاطعته وسحب اموالهم من البنوك وذلك علي الرغم من الفتاوي التي صدرت عن الدور والهيئات الشرعية والازهر الشريف والتي اباحت فوائد البنوك قد لا يبدو الامر جديدا ولكن الغريب ان هذه الدعوات لا تزدهر الا في اوقات الازمات بصورة قد تبدو في بعض الاحيان انها حملات منظمة، وفي ضوء الازمة المالية العالمية الاخيرة ووسط حالة الهلع التي اجتاحت الشارع العربي والمصري علي حد السواء انطلقت هذه الدعوات مجددا وبقوة لتؤكد علي ضرورة سحب الاموال من البنوك ليصبح المستثمر في حيرة من امره هل يهرب بامواله من البنوك ويضعها في البورصة التي تتعرض لتذبذبات مستمرة ام يقوم بتخزينها في معدن الذهب المتقلب؟ ليبقي الاحتمال المرجح امام هؤلاء المستثمرين هو العودة الي ابطال شركات توظيف الاموال التي تطل بوجهها القبيح من وقت لآخر في صورة تشبه فيرس متحور علي حسب كل زمان ومكان. الخبراء اكدوا خطورة الموقف واصفين ما يحدث "بالمهزلة" مشيرين الي تزايد احتمالات عودة شركات توظيف الاموال في ظل ازمة عدم الثقة التي يشعر بها المستثمر في الفترة الاخيرة مطالبين بضرورة التعامل بحزم وقوة في وجه هذه الدعوات التي لا تهدف الا لتدمير الاقتصادي المصري. من جانبه قال هشام حسن رئيس بنك تنمية الصادرات ان عودة شركات توظيف الاموال احتمال قائم في ضوء تراجع ثقافة المواطن وعدم استفادته من دروس الماضي معتبرا ان الانقياد الاعمي وراء هذه الدعوات كارثة مطالبا بضرورة ان يؤخذ المستثمر في اعتباره بمبدأ "القانون لا يحمي المغفلين". اضاف حسن ان مصدر استقاء المعلومات الشرعية الدينية لا تؤخذ الا من منابعها اي من الازهر الشريف. دعوات خطيرة ويلتقط اطراف الحديث هاني بدراوي العضو المنتدب لبنك الاتحاد الوطني مصر مشيرا الي خطورة هذه الدعوات متسائلا عن اهداف هذه الدعوات التي لا تريد سوي النيل من القطاع المصرفي وبالتالي ايذاء الاقتصاد القومي من خلال عودة شركات توظيف الاموال. وتساءل بدراوي هل يوجد بنوك اسلامية مغلقة في تعاملاتها ولا تتعامل مع البنوك التجارية؟ والاجابة بديهية انه لا صحة لذلك فالعالم منظومة واحدة وقرية صغيرة ولا يوجد حواجز فيما بينه بدليل وجود قنوات العدوي المالية والتجارية.. وحذرت لميس نجم نائب رئيس سيتي بنك من عودة ظاهرة شركات توظيف الاموال مرة اخري وسط هذه الدعوات التي يطلقها البعض باسم الدين والتي ستؤدي الي اثارة البلبلة والقلاقل بين المواطنين في الشارع المصري وعودتها بقوة مشددة علي الدور الكبير الذي يجب ان يلعبه الاعلام في نشر الحقائق وافصاح وبرؤية كاملة في اطار من الحيدة وبما يضمن الفصل التام بين دور الاعلام وبين الاعلان الذي يؤثر علي سلوك المستثمرين ويضفي نوعا من الشرعية علي دور هذه الشركات التي تعبث في الخفاء. واكدت نجم علي ضرورة وجود قانون يعاقب كل من ينشر فتاوي مضللة علي القنوات الفضائية وطالبت الجمهور بضرورة تحري الحيطة والحذر لدي التعامل مع مثل هذه الامور واشارت الي ان وجود هذه هذه البلبلة يساعد في ايجاد بيئة خصبة لعودة الشركات الي السوق خاصة ان ظاهرة شركة توظيف الاموال ليست جديدة علي الاقتصاد المصري وتشهد انتشارا ملحوظا في الاقاليم التي لا تسود فيها ثقافة الاقبال علي البنوك والمؤسسات المالية لاستثمار المدخرات لدي الناس، محذرة من انتشار هذه الشركات بشكل اكبر خلال الفترة المقبلة في ظل انهيار الثقة في البورصة التي كانت في السنوات القليلة الماضية تستقطب شرائح من صغار المستثمرين الذين لديهم مدخرات من العمل في الخارج او غيره.. واكدت ان هناك مخاوف تنتاب المصريين من اللجوء للبنوك كقنوات ادخارية، خاصة الكيانات في ظل الشائعات التي واكبت الازمة الاخيرة حول احتمالية انهيار بنوك علي غرار ما حدث في الخارج. اما محمد بدره المدير الاقليمي لبنك المشرق مصر فقد اشار الي ان الازمة المالية الاخيرة قد تكون بؤرة لنشاط مروجي الشائعات والفضائيات التي تثير البلبلة في اوساط المستثمرين مناديا بضرورة العودة الي اهل العمل في استقاء الفتوي وقطع الطريق امام المضللين الذين لا يهدفون الا للاضرار بمستقبل القطاع المصرفي وبالتالي الاقتصاد بوجه عام علي اعتبار الاخير المؤشر الرئيسي لسلامة اي اقتصاد.