لا أعرف الكثير عن فنون الاضاءة فهو فن له أصحابه والخبراء الذين يتعاملون مع الضوء ابتداء بما يحدث في الفنون الرفيعة مثل السينما والمسرح وانتهاء بإضاءة الشوارع والتماثيل والاماكن التاريخية.. وكنت قد نشرت في هذا المكان رسالة من الدكتور محسن احمد علي خبير الاضاءة حول مشروع اضاءة قلعة صلاح الدين حيث وضح لنا بعض الجوانب التي ينبغي الحرص عليها في التعامل مع هذا الاثر التاريخي.. وقد وصلتني هذه الرسالة من اللواء مهندس عصام عبدالهادي رئيس مجلس ادارة شركة مصر للصوت والضوء والسينما تعقيبا علي هذا الموضوع. الكاتب الكبير الأستاذ فاروق جويدة المحترم تحية طيبة وبعد،، في البداية نود ان نشكر حرص سيادتكم وحرص الاستاذ الدكتور محسن احمد علي رغبتكما في رؤية مصر في ابهي صورة وحرصكما علي الإسهام في رفع التلوث الاضائي وعدم زيادته. ومن هذا المنطلق كان عمل الوزير الفنان فاروق حسني لابراز جمال المناطق الاثرية، وبناء علي ذلك قام سيادته بتكليف شركة حكومية عريقة هي شركة مصر للصوت والضوء التي تم إنشاؤها عام 1961 لتتولي هذه المهمة العظيمة التي بدأت بإضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمي باحدث المعدات التكنولوجية علي مستوي العالم والتي راعينا فيها ابراز جمال المعالم الاثرية للشارع بهيئته ووقاره حرمته الاسلامية وذلك بالمشاركة مع احدي كبري شركات الاضاءة الايطالية المتخصصة وتحت اشراف الدكتور صلاح مرعي مهندس الديكور الشهير ومستشار السيد وزير الثقافة. وبعد نجاحنا في تنفيذ هذا المشروع العظيم واشادة الجميع بحرفية الاضاءة تم تكليفنا باضاءة قلعة صلاح الدين والاسوار المحيطة. وإننا حاليا بصدد الانتهاء من تركيب الكشافات وما شاهده الدكتور محسن أحمد ليس إلا تجارب إضاءة لاختيار اللون الانسب للاضاءة والذي تم تحديده من قبل الفنان الوزير فاروق حسني وليست هي الوضع النهائي لما ستكون عليه القلعة. وإننا نعمل بمنظمومة فنية متكاملة بمساعدة تقنيات وحرفيات عالية ولدينا من الخبرة والكوادر التي تستطيع ان تسهم في ابراز جمال الاثر وليس تشويهه ولا تحويله إلي ديسكو تك ولمصر ان تفخر بوجود شركة حكومية مثل الصوت والضوء علي أراضيها. تم مراعاة شكل وحدات الاضاءة المستخدمة في إنارة القلعة وتم الحصول علي موافقة الاثريين المسئولين عن القلعة بالمجلس الاعلي للآثار علي أماكن التركيب والطريقة المناسبة لكل جزء من الأثر علي حدة فيما يستخدم في إنارة المآذن لا يناسب إضاءة القباب وما يستعمل في إضاءة الاعمدة الخارجية للمسجد لا يتناسب مع الاعمدة الداخلية.. وحتي يتم الالتزام بتعليمات الآثار في عدم تغيير شكل الاثر واقامة أية حفائر به فقد تم تصنيع وحدات من الرخام مماثلة للأعمدة الداخلية لتوضع به هذه الوحدات والكابلات ومصادر التغذية لها وأصبحت جزءا من المنظومة المعمارية للقلعة. وتقوم الشركة بالتعاون مع كبري الشركات العالمية المتخصصة في الاضاءة، كما يتعاون معها أشهر مهندس إضاءة في العالم "الن جيو" مصمم إضاءة برج ايفل الشهير ومتحف ارمتياج بروسيا. وبشأن المقترحات الاخري للدكتور محسن أحمد نري أنها قيمة ومن المهم ان توضع في الاعتبار من قبل المسئولين عنها. ويبقي ان نشكر سيادتكم علي ما نشرتم وندعو سيادتكم والدكتور محسن أحمد بالتكرم بزيارة الاثر ليري حجم المجهودات المبذولة وما سيكون عليه الشكل النهائي للاضاءة.