مشروع متكامل لإضاءة آثار قلعة صلاح الدين بالقاهرة استمر هذا المشروع عشرة شهور، بتكلفة 36 مليون جنيه، وقد رأيت هذا الصرح التاريخي العظيم وهو مضاء ليلا، عن طريق الخبرة الإيطالية، والمتعاونين مع شركة مصر للصوت والضوء.. وليس لنا ملاحظات علي المشروع كفكرة عظيمة. تعطي للأثر قيمة ويزدان بها الأثر التاريخي ليلا بالقاهرة.. كل ما أريد طرحه الآن بعد مروري يوميا من شارع صلاح سالم أن النظريات الخاصة بالضوء وطريقة الإضاءة التي اتسمت بالسذاجة والسطحية وعدم توزيع القوي الضوئية وشدة الإضاءة وطرق انعكاس الضوء علي الأثر مما جعل السطوح في خطوط أفقية للمشاهد القادم من صلاح سالم سواء من الجيزة أو مصر الجديدة، مجرد خطوط رأسية ساذجة سطحية باهتة تعطي إيحاء بأن الأثر تحول إلي مجموعة من النافورات المضاءة كالتي أمام جامعة القاهرة ليتصوروا أمامها في الأفراح.. إن توزيع الضوء بهذه الطريقة أخل برؤية الأثر من كل جانب وحلل شكل الكتلة إلي مساحات فراغية لا تعطي انطباعا بالمساحة ولا الكتلة ولا الشكل المعماري التاريخي وعظمة هذا الأثر الذي نراه في ضوء النهار عملاقا شامخا يتحدي الزمن إن الأخوة الإيطاليين المتعاونين جزاهم الله خيرا.. واضح أنهم لم يضيئوا أثرا قبل ذلك أما موضوع الصوت والضوء فذلك سيتسم لتسلط الإضاءة أثناء الكلام علي حدث بعينه أو أثر بذاته.. أما الإضاءات الثابتة والتي تعطي للمكان شموخه وتؤكد تاريخه، فمن الواضح أنهم لا يعلمون عنه شيئا حتي لو كانوا كبار كبار المهندسين المتخصصين في الإضاءة.. نريد نتائج وليس أسماء ولا نعرف طلياني من عباسي.. المهم العمل.. والنتائج.. كل ما أرجوه وأتمني به علي السيد الوزير أن يسير في شارع صلاح سالم بالليل ليري بعينه الإنجاز العظيم للخبرة الإيطالية.. الذي حول سور القلعة من الخارج بجميع زواياه إلي حزم من الأشعة الرأسية التي تؤكد تفتيت الأثر وعدم اكتمال الشكل العام للرؤية وتخل باستنتاج الرائي لها.. عن طريق وضع بؤر ضوئية أرضية أو معلقة تنتهي بأحزمة ضوئية ضعيفة توحي أكثر بفكرة الشلالات أو بيوت الرعب ناهيك عن رؤية الكتل البارزة من الحجارة والتي تحجب هذه الحزم الضوئية لتحولها إلي بؤر فقيرة ليس لها مدلول. غير بيوت للأشباح أو بيوت للفئران والزواحف. إن السادة المسئولين عن الأثر أكيد استلموا هذه الفكرة الضوئية. لمبة لمبة ولم يحاولوا أن يروا الأثر عن بعد.. وهي الفكرة الأساسية لأن هناك اختراعا يسمي الضوء البارد والضوء الناعم الذي لا يتحد مع العناصر المضاءة ولا يحلل اللون. ولا يأخذ المنحني الرأسي أو الأفقي.. فلابد من حل للبؤر الضوئية وتقاطع الحزم الضوئية لتكوين مساحة ضوئية تفيد المضمون وتفي بالغرض من الضوء.. لا أن تتحول بهذا المنظر الردئ الذي يفتت الرؤية ولا يترك إلا الأثر السلبي عند المشاهد أو المار من الطرق المحيطة بالأثر. ثم نري الخبرة الإيطالية التي نستقدمها أيضا لتضئ لنا برج القاهرة هذا الصرح العبقري.. الذي أصبح كالراقصة ليلا بالإضاءات المتعاقبة المرتعشة والملونة بصورة فجة توحي للمشاهد بأن هناك إعلانا عن ملاه وليس قيمة ثقافية.. البرج في وسط القاهرة ونراه من زوايا عديدة. وإذا بالأنوار التي تأخذ ألوانها من البنفسجي حتي تتحلل للون الأبيض في حركة ما بين السكون والتتابع من أسفل إلي أعلي والعكس ثم تأخذ شكل المنحني وكل من رأي ما يحدث الآن في آثارنا وأهم مبانينا وأبراجنا من خبرة استقدمت لتزيل عنا غشاوة المعرفة والفن وطرق الإضاءة والسحر الذي يضعه هؤلاء الخبراء العباقرة.. بآثارنا. لكانت كارثة بكل المقاييس، فالشعور الطبيعي بما يحدث وما نراه أن هؤلاء الخبراء هم كهربائية أفراح في إيطاليا علي الأكثر.. والآن يجب علي علمائنا في الكهرباء والضوء والسادة الدكاترة.. المفروض أنهم يتعلمون الأول من خبرة كهربائية الأفراح في إيطاليا ثم يقومون بالتدريس بعد ذلك. وكذلك الأخوة الفنانين والأثريين يتعلمون كيفية إضاءة الآثار وطرقها الآمنة. برغم أنني أعتقد أن الست آمنة ماتت واندفنت تحت آثار مصر وعراقتها وإضاءتها المستقدمة من إيطاليا وخبراء إيطاليا.. وأخيرا لا عزاء للمتخصصين في الضوء ولا الفنانين الكبار في مصر.. وألف شكر للقائمين علي تحويل آثار مصر العظيمة إلي مجموعة من الشلالات الضوئية. ونعدكم قريبا بتحويل هذه الآثار إلي أماكن تصوير العرائس. وسلمولي علي الخبرة الإيطالية.