أخشي، مع الإسراف الحالي في مد سن الإحالة إلي المعاش - للحبايب والأنصار- إلي السبعين، وبعدها إلي سن الثمانين وصولا بالمد إلي سن المائة، أن تصدر قرارات "مد الخدمة" لطائفة "الحواريين" بالمنصب التالي: بعد الاطلاع علي القانون الفلاني والعلاني، والمادة كيت.. وكيت يتم مد خدمة السادة "المرحومين" الآتية أسماؤهم بعد إلي سن كذا كمرحلة أولي، علي أن يتم المد أوتوماتيكيا إلي يوم يبعثون، علي أن يمارس كل من المرحومين أعلاه مهام منصبه - من الأول إلي السادس - بقرافة "المجاورين"، والمذكورة أسماؤهم من السابع حتي السبعين من مدافن "القرية الذكية"، مع تأجيل صرف مكافأة نهاية "الخدمة الثانية" إلي الورثة لموعد يحدد فيما بعد، ينفذ فور نشره في وفيات الأهرام! ويتصدر مد سن الإحالة إلي المعاش رأس "لوغاريتمات" الحياة المصرية التي تزداد أيامها غموضا يوما بعد يوم، بحجة الحاجة إلي خبرة هؤلاء مع أن الكثير من هؤلاء معدوم الخبرة أصلا، وبعضهم خرب الموقع الذي تولي مسئوليته، بل إن صحفيا منهم قد كبس علي أنفاس جريدته ستة وعشرين عاما تحولت خلالها مؤسسته إلي خرابة، وإن شمله عفو ضمني لم يصدر به قرار، ولولا "فوحان" رائحة فساده لظل حتي الآن يحتل موقعه إلي سن الثمانين، وما بعد ذلك! وعلي الرغم مما نشاهده الآن، فإن مجلس الشوري يبحث تعديل قانون الخدمة للصحفيين إلي سن السبعين.. وجايز للثمانين بحجة أن هذه المهنة العظيمة تستحق خبرات اخواننا.. أقصد أجدادنا علي اعتبار أن أصغرهم كان قد وصل إلي الخامسة والسبعين.. وعندما ترك منصبه كان في عز شبابه!! والذي لا تفهمه الحكومة هو أن مد سن الإحالة إلي المعاش بحجة الحاجة إلي الخبرة هو نوع من "التدليس"، ذلك أن أكثر هؤلاء خبرة -إذا كان بينهم خبير واحد- قد بدأ حياته العملية لا يعلم شيئا، وأنه اكتسب خبرته بالممارسة الطويلة، وهو ما تحجبه الآن الدولة عن شبابها بسد طريق الترقي أمامهم، وكذلك سد طريق اكتساب الخبرة، وقتل قدراتهم علي الإبداع بطول بقائهم في طوابير البطالة دون أمل في غد لن يأتي أبدا. وقد عادت نفس الوجوه المتحمسة للمد إلي حجة "الحفاظ" علي الخبرات سواء في ميدان الصحافة أو في غيرها من نواحي الحياة.. ومازالوا يمارسون أعمالهم بحجة عدم وجود صف ثان...! مع أنهم أول من يعلم أن تلك القيادات التي أتوا بها منذ سنوات قليلة لم تكن تتمتع بما يتشدقون به من خبرات، بل إن بعضهم قد أثارت قفزته إلي كرسي قيادة هذه المناصب دهشة الكثيرين. ورغم أن المثل يقول: إذا كنت كذوبا، فكن ذكورا يعني متنساش إللي قلته، وكانت قيادات في مجلس الشوري قد أفتت منذ سنوات قليلة بأن الجمع بين منصبي رئيس التحرير ورئيس مجلس إدارة الصحيفة وهو ما يعملون الآن علي إعادته من جديد! هو من رابع المستحيلات، وأن عهد الجمع بين المنصبين لن يعود مرة أخري. وبهذه المناسبة أقول إن الدوام لله عز وجل.. وأذكر أيضا الحكمة القائلة: لو دامت لغيرك، لما وصلت إليك..!