أرجع الخبراء تراجع ارباح المطاحن خلال الاشهرالتسعة الاولي من العام الحالي إلي الازمة الاقتصادية العالمية في المقام الاول التي كانت سببا في تآكل ارباح الشركات في جميع القطاعات وليس في قطاع المطاحن وحده مشيرين إلي تراجع ارباح شركة العز بنسبة 85% وشركة اوراسكوم للانشاء بنسبة 60% علي سبيل المثال. وساق الخبراء بعض الاسباب الاخري لتراجع الارباح كان علي رأسها انخفاض أسعار القمح مقارنة بالاسعار التي تم الشراء بها بداية الموسم وايضا انخفاض حجم المبيعات اضافة إلي الاعباء الاخري المتمثلة في ارتفاع تكلفة الكهرباء وايضا زيادة الاجور. وتوقع الخبراء أن تعاود المطاحن تحقيق مستويات نمو مرتفعة خلال الفترة القادمة مشيرين إلي أن تراجع الارباح لن يكون له أية تأثيرات سلبية علي اداء الاسهم في البورصة. بداية فقد أظهرت ارباح الاشهر التسعة الاولي من العام المالي 2008 2009 لشركات المطاحن المدرجة في البورصة المصرية مدي تأثرها بالازمة المالية العالمية، بعد انخفاض إيراداتها بنحو كبير أسهم في هبوط ارباحها إلي مستويات اقل بكثير مما كانت عليه في الفترات المماثلة من الاعوام السابقة، وبلغت القيمة الإجمالية لارباح شركات المطاحن خلال الاشهرالتسعة ما يقرب من 185.958 مليون جنيه مقابل 253.095 مليون جنيه بانخفاض قدره 26.5% عن الفترة المقارنة حيث حققت جميع شركات المطاحن تراجعا في ارباحها بنسب كبيرة زادت علي ال 20% ووصلت إلي اكثر من 50% في بعض الشركات باستثناء نمو بنسبة 44.4% في ارباح "مطاحن مصر العليا" التي استطاعت ان تنجو من تراجع الارباح بتحقيق ارباح بلغت 80.02 مليون جنيه. واعتلت شركة "مطاحن ومخابز الاسكندرية" قمة التراجعات بعد أن سجلت انخفاضا كبيرا في ارباحها جاوز ال 77% لتحقق 4.211 مليون جنيه مقابل 18.47 مليون جنيه وجاء هذا بضغط كبير من انخفاض مبيعات الانتاج التام بما يزيد علي 19 مليون جنيه لتسجل 203.8 مليون جنيه مقابل 223.4 مليون جنيه. وحققت شركة مطاحن وسط غرب الدلتا انخفاضا ب 55% في صافي الربح وصولا إلي 22.7 مليون جنيه مقارنة ب 51 مليون جنيه وذلك نتيجة لانخفاض مستوي الاداء التشغيلي، حيث تراجعت الإيرادات ب 22% لتصل إلي 673 مليون جنيه بينما شهد الربح قبل الفوائد والضرائب قيمة سالبة بمقدار مليوني جنيه وقد تم تعويض اثر القيمة السالبة للربح قبل الفوائد والضرائب بأرباح رأسمالية بمقدار 17.7 مليون جنيه مقارنة ب 9.7 مليون جنيه في العام السابق. وكان من ضمن الشركات التي حققت تراجعا في ارباحها بسبب انخفاض الإيرادات "مطاحن مصر الوسطي" بعد أن سجلت صافي ربح بلغ 16.545 مليون جنيه بتراجع بلغت نسبته 36% مقارنة بصافي ربح بلغ 25.855 مليون جنيه. من جانبه اكد الدكتور احمد الركايبي رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية أن مصر لا تعيش وحدها بمعزل عن العالم مرجعا التراجع لسبب رئيسي متمثلا في الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم والذي خلفته الازمة المالية العالمية وهو ما اثر علي جميع الشركات في جميع القطاعات وليس علي قطاع المطاحن وحده. اضاف الركايبي أن من اسباب التراجع كان انخفاض أسعار القمح مقارنة بالاسعار التي تم الشراء بها بداية الموسم اضافة إلي الاعباء الاخري المتمثلة في ارتفاع تكلفة الكهرباء وايضا زيادة الاجور. ويتفق مع الرأي السابق عصام مصطفي العضو المنتدب لشركة نماء لتداول الاوراق المالية في أنه سيكون من الظلم الحكم بأن التراجع في الارباح كان من نصيب شركات المطاحن وحدها ولكنها كانت ظاهرة عامة وشاملة لمعظم الشركات نتيجة الازمة المالية العالمية مشيرا إلي انخفاض ارباح شركة العز بنسبة 85% وشركة اوراسكوم للانشاء بنسبة 60%. واعتبر مصطفي انخفاض الارباح لمعظم الشركات ليس انهيارا وانما كان نتيجة طبيعية لمعدلات النمو المرتفعة التي تحققت في عام 2006 2007 والتي بلغت نسبتها في بعض الشركات 100% مقارنة بالعام الذي سبقه مشيرا إلي أن شركات المطاحن علي وجه التحديد استفادت علي وجه من رفع الدعم وحققت ارباحا كبيرة كانت بسبب ظروف هيكل السعر وليست بسبب ظروف العرض والطلب مشيرا إلي استفادة شركات المطاحن من ارتفاع الاسعار مع وجود محزون باسعار رخيصة. وارجع مصطفي انخفاض الارباح خلال العام الحالي إلي انخفاض حجم المبيعات الناتج عن الركود الذي تسببت فيه الازمة الاقتصادية. وحول تأثر أسعار اسهم المطاحن بانخفاض الارباح اكد ايمن الزيات بشركة ستي تريد أن ذلك لم يحدث تماما بل ان ما حدث هو العكس حيث اتجهت جميع اسهم شركات المطاحن إلي الارتفاع بناء علي أسعار اغلاق شهر مايو الماضي مقارنة بأسعار اغلاق ديسمبر من العام الماضي باستثناء شركة مصر العليا بالرغم من انها الشركة الوحيدة التي ارتفعت ارباحها خلال الاشهر التسعة الاولي من العام الحالي. اضاف أن تراجع ارباح شركات المطاحن جاء لعدة اسباب كان اهمها هو ارتفاع أسعار الطاقة الذي اثر بدوره علي ربحية الشركات خلال الفترة الماضية فضلا عن الازمة المالية العالمية كما أن انخفاض المبيعات كان احد الاسباب الرئيسة التي ادت إلي انخفاض الارباح بالمقارنة بالفترات المقارنة مشيرا إلي وجود انخفاض في استهلاك دقيق استخراج 72% مما أدي إلي تراجع الإيرادات حيث تحول الكثيرون إلي استهلاك الدقيق المدعم الفاخر مثل دقيق استخراج 76%. وتوقع أن تعاود المطاحن تحقيق مستويات نمو مرتفعة خلال الفترة القادمة مشيرا إلي أن تراجع الارباح لن يكون له أية تأثيرات سلبية علي اداء الاسهم في البورصة. واعتبر هاني حلمي رئيس مجلس إدارة الشروق لتداول الاوراق المالية مبررات تراجع ارباح شركات المطاحن غير منطقية وخاصة أن هذه الشركات لن تتأثر بحالة الركود الناتج عن الازمة المالية العالمية كما أن الشركات لن تتوقف عن الطحن.