توقع الدكتور أحمد الركايبي رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية ألا تتأثر توزيعات شركات المطاحن خلال العام الحالي بتراجع الأرباح الناتج عن الأزمة المالية العالمية مؤكدا أن الجمعيات العمومية للشركات سوف تناقش التوزيعات وستكون هي صاحبة القرار في النهاية. أكد الركايبي في تصريحات خاصة ل"العالم اليوم" أنه تم إجراء بعض المعالجات المالية حيث تم معالجة حساب التوزيع من خلال الأرباح المرحلة من العام السابق والاستفادة منها في العام الحالي لجميع شركات المطاحن حتي لا يتأثر العائد علي السهم. أرجع الركايبي أن تراجع أرباح المطاحن إلي الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم والذي خلفته الأزمة المالية العالمية وهو ما أثر علي جميع الشركات في جميع القطاعات وليس علي قطاع المطاحن وحده مشيرا إلي أن من أسباب التراجع كان انخفاض أسعار القمح مقارنة بالأسعار التي تم الشراء بها بداية الموسم اضافة إلي الاعباء الأخري المتمثلة في ارتفاع تكلفة الكهرباء وأيضا زيادة الأجور. وتعقيبا علي ما سبق وأكده مصطفي بدره عضو مجلس إدارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية أن السوق سيكون في انتظار اعلان شركات المطاحن للقوائم المالية وقيمة الموبونات بعد اعتمادها من الجمعيات العمومية للشركات. أضاف أن شركات المطاحن تأثرت كغيرها من الشركات بالأزمة المالية العالمية وخاصة الشركات التي تستخدم المواد الحارقة والتي ارتفعت بالفعل أسعارها عالميا اضافة إلي ارتفاع أسعار الطاقة المتمثلة في الكهرباء والتي زادت من تكلفة المنتج النهائي وهو ما تأثرت به شركات المطاحن تحديدا والتي لا تستطيع أن ترفع من أسعارها التي تبيع بها لأن ما تنتجه هذه الشركات في النهاية تكون مدعمة. أظهرت أرباح الاشهر التسعة الأولي من العام المالي 2008 2009 لشركات المطاحن المدرجة في البورصة المصرية مدي تأثرها المالية العالمية، بعد انخفاض ايراداتها بنحو كبير أسهم في هبوط أرباحها إلي مستويات أقل بكثير مما كانت عليه في الفترات المماثلة من الأعوام السابقة، وبلغت القيمة الإجمالية لأرباح شركات المطاحن خلال الاشهر التسعة ما يقرب من 185.958 مليون جنيه مقابل 253.095 مليون جنيه بانخفاض قدره 26.5% عن الفترة المقارنة حيث حققت جميع شركات المطاحن تراجعا في أرباحها بنسب كبيرة زادت علي ال20% ووصلت إلي أكثر من 50% في بعض الشركات باستثناء نمو بنسبة 44.4% في أرباح "مطاحن مصر العليا" التي استطاعت أن تنجو من تراجع الارباح بتحقيق أرباح بلغت 80.02 مليون جنيه. واعتلت شركة "مطاحن ومخابز الاسكندرية" قمة التراجعات بعد أن سجلت انخفاضا كبيرا في أرباحها جاوز ال77% لتحقق 4.211 مليون جنيه مقابل 18.47 مليون جنيه وجاء هذا بضغط كبير من انخفاض مبيعات الإنتاج التام بما يزيد علي 19 مليون جنيه لتسجل 203.8 مليون جنيه مقابل 223.4 مليون جنيه. وحققت شركة مطاحن وسط غرب الدلتا انخفاضا ب55% في صافي الربح وصولا إلي 22.7 مليون جنيه مقارنة ب51 مليون جنيه وذلك نتيجة لانخفاض مستوي الأداء التشغيلي، حيث تراجعت الايرادات ب22% لتصل إلي 673 مليون جنيه بينما شهد الربح قبل الفوائد والضرائب قيمة سالبة بمقدار مليوني جنيه وقد تم تعويض أثر القيمة السالبة للربح قبل الفوائد والضرائب بأرباح رأسمالية بمقدار 17،7 مليون جنيه مقارنة ب9،7 مليون جنيه في العام السابق. وكان من ضمن الشركات التي حققت تراجعا في أرباحها بسبب انخفاض الايرادات "مطاحن مصر الوسطي" بعد أن سجلت صافي ربح بلغ 16.545 مليون جنيه بتراجع بلغت نسبته 36% مقارنة بصافي ربح بلغ 25.855 مليون جنيه.