بدأ السوق يتذكر من جديد اسهم المطاحن التي حققت عند طرحها للاكتتاب العام ارباحا خيالية للمستثمرين وكانت الحصان الرابح عامي 1996 و1997.. ولكن اسباب هذا النشاط غير واضحة.. فهناك من يري في خبر الاتجاه لطرح 9% من اسهمها في البورصه امر مثير للاهتمام ومحاولة لإعادة اسهم الطاحن الي دائرة الضوء إلا ان نتائج اعمالها والتي تم اعلانها مؤخرا كانت مخيبة للآمال حيث اشارت الي تراجع ارباح 5 شركات خلال الأشهر التسعة الاولي من العام المالي الحالي مقارنة بالعام الذي يسبقه وهي مطاحن شمال القاهره والتي تراجعت ارباحها بنسبة 8.6% ومطاحن جنوب بنسبة 13% ومطاحن الاسكندريه بنسبة 5.7% وشرق الدلتا بنسبة 6.36% ومطاحن وسط وغرب القاهره بنسبة 5%. ويري الخبراء ان نشاط اسهم المطاحن لا يعني عودتها لدائرة الضوء ولكن محاولة للاحتماء باسهم مستقرة لحد بعيد وربحيتها عالية تتراوح بين 15% و20% مؤكدين ان قطاع المطاحن يعد من القطاعات الدفاعية وحتي مع انخفاضها فإن اسعارها تميل الي الثبات وخاصة ان الاستثمار بها يعتمد علي الكوبون وليس علي الزيادة في القيمة السوقية. بداية فقد اكد احمد الركايبي رئيس الشركه القابضة للصناعات الغذائية انه سيتم خلال الفترة القادمة - وعند وصول اسعار السهم في البورصة الي السعر الذي تستهدفه الشركة -طرح نسبة 9% من جميع اسهم شركات المطاحن شاملة طرح نفس النسبة من الشركه العامة للصوامع والتخزين في حين سيتم طرح 4% من مطاحن شرق الدلتا. اشار الركايبي الي دخول شركات المطاحن في مناقصة لتوريد 82% من الدقيق لثلاثة محافظات هي الاسكندرية والمنيا والإسماعيلية. وتوقع مصدر مسئول بالشركه القابضة إلي ان الفترة القادمة سوف تشهد نمواً ملحوظ في شركات المطاحن خاصة انها ستشهد اجتماعات مكثفة بين وزير التضامن الاجتماعي ووزير الاستثمار بشأن تنسيق السياسات المرتبطة بالنشاط. اشار المصدر متفقا مع رأي الخبراء إلي ان تراجع الارباح ليس كبيرا في الشركات التي تأثرت بزيادة المصروفات والايرادات غير العادية. تراجع طفيف وتعقيبا علي نتائج الاعمال لشركات المطاحن اعتبر محمد حسني مدير عام شركة تريد لتداول الاوراق المالية ان تراجع الارباح يعتبر طفيفا مشيرا الي النشاط الحالي في شركات المطاحن وزيادة التعامل علي اسهمها الذي قادها في الفترة الاخيرة الي الارتفاع. وارجع نشاطها في البورصة الي اتجاه المستثمرين الي الدخول في اوراق المطاحن لتستكين بها في الوقت التي تكون فيه البورصة غير مفهومة المعالم فيدخل المستثمر للشراء ويزيد دخول المضاربين الامر الذي يدفع الاسهم الي الارتفاع خاصة ان ربحية السهم تتراوح بين 15% و20%. واشار حسني إلي انه وبغض النظر عن المطاحن فإن الاتجاه غالبا في هذا الوقت من العام يكون من نصييب الاوراق الحكومية خاصة انها في الغالب تنتهي من اغلاق ميزانيتها في اكتوبر. ومن جانبه يري كريم عبد العزيز المحلل المالي بشركة الاهلي للاستثمار ان اسهم المطاحن تأثرت بأنباء طرح نسب من اسهمها متوقعا نجاح أي طروحات في الوقت الحالي في ظل النشاط الايجابي للسوق. ويري كريم ان الاتجاه الي اسهم المطاحن يكون في الغالب للحصول علي العائد عن طريق الكوبون وليس لزيادة القيمة السوقية خاصة ان حجم ومعدلات التعامل علي اسهمها ليس كبيرا. اسهم دفاعية ومن جانبه يصف عصام مصطفي خبير سوق المال شركات المطاحن بالحصان الرابح في البورصة مع شركات اخري كشركات الادوية خاصة عند حدوث انخفاضات او انهيارات لأنها في الغالب تميل الي الثبات. اوضح مصطفي ان شركات المطاحن تتأثر باتجاه السوق وقت ارتفاعه وبالحالة النفسية له وبالتطور في برنامج الخصخصة مشيرا في ذلك الي الاخبار الاخيرة بطرح نسب من شركات المطاحن في البورصة وهو ما انعكس علي اسعار اسهمها بالإيجاب. نوه مصطفي الي نشاط اسهم هذه الشركات عندما تم طرح اول نسب منها في نهاية عام 1996 والتي بدأت بشركتي مطاحن شرق الدلتا ومطاحن جنوب وغرب مشيرا الي الاتجاه العام للسوق منذ ذلك العام وحتي عام 2002 سنجد ان النشاط تبعه استقرار ثم انخفاض ثم انهيار ومع ذلك فإن الغالب كان الثبات لهذه الاسهم. واعتبر مصطفي قطاع المطاحن وشركاته بانها دفاعيه يعتمد الدخول فيها في الاصل لتحقيق عائد من قيمة الكوبون. توقع مصطفي عدم حصول انخفاضات حادة او انهيارات في السوق خلال الفترة القادمة معتبرا ان السوق ازداد عمقا واستقرارا وهو ما انفعلت معه القطاعات المستقرة كقطاع المطاحن وهو ما اعطي الثقة للمتعاملين للدخول بقوة وعدم الخروج بانفعال.