وماذا بعد أن وقعت مصر خلال الزيارة الأخيرة للمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة إلي واشنطن اتفاق تفاهم مع مجلس التنافسية الأمريكي! كان ذلك السؤال هو المحور الرئيسي للقاء الذي أجرته العالم اليوم الأسبوعي مع ديبورا سميث رئيس المجلس، وتفرعت منه العديد من الأسئلة الأخري حول الأوضاع الاقتصادية في مصر، ونصائحها من أجل تدعيم مركزها التنافسي سواء كان ذلك علي مستوي البلد أو الشركات العاملة في الاقتصاد المصري. ولا تخفي ديبورا أبداً إعجابها بمصر، وذكرياتها عن الأماكن السياحية التي زارتها واستمتعت بها، ويظهر كل ذلك في مكتبها الذي يزهو باللوحات الفرعونية المعلقة به والبرفان الضخم الذي يحمل صورة كبيرة لمعبد فرعوني إضافة إلي المنحوتات الفرعونية المنتشرة ما بين مكتبها ومكتبتها وركزت ديبورا سميث في حوارها مع العالم اليوم الأسبوعي علي الاستفادة التي يمكن أن تحققها مصر من توقيع هذه الاتفاقية وضرورة أن تتوجه المبادرات الحكومية المصرية إلي الاستثمار البشري وتوفير أعلي درجات من التعليم الفني للشباب، وأشارت إلي أن مصر تمتلك مواهب شابة كبيرة لكن عليها أن توفر لهم نوعيات من التعليم المتقدم الذي يحقق للشباب فرص الحصول علي عمل علي المستوي المحلي والإقليمي والعالمي. وأشارت إلي أن أبرز المعوقات التي تواجه مصر في مجال التنافسية هو قدرتها علي تحقيق قدر كبير من الحماية الفكرية التي تأخذ طريقها إلي أرض الواقع دون أن تبقي فقط مجرد قانون علي الورق.. وفيما يلي نص الحوار: * في البداية ما الاستفادة التي تحققها مصر من توقيع اتفاق تفاهم مع مركز التنافسية الأمريكي؟ وما هو عدد الدول التي قامت بتوقيع اتفاقيات مماثلة مع المركز؟ ** لقد وقعنا هذه الاتفاقية مع ثماني دول أخري كانت آخرها المملكة العربية السعودية في يناير الماضي، ولها أهمية كبيرة خاصة في الأمور التي تتعلق بمساعدة مصر في سعيها لتحقيق مركز متقدم في مجال الإنتاجية والتنافسية وتوفير قدر من التبادل المعلوماتي والمساعدة الفنية للشركات المصرية علي الوصول إلي نظرائها من الشركات الأمريكية فمصر تحاول أن تكون علي قدم المنافسة مع الدول الأخري من أجل جذب الاستثمارات لمصر وأفضل وسيلة لتحقيق ذلك الانفتاح علي العالم والتعاون والتفاهم. وستسيفيد مصر من خلال هذه الاتفاقية في الوصول لشبكة عريضة من الشركات والجامعات والأبحاث والتقارير كما أن الاتفاقية ستوفر لمصر والشركات المصرية التوصية الجيدة من مركز التنافسية الأمريكي لتشجيع الشركات الأمريكية علي الذهاب والاستثمار في مصر ونحن أيضا نريد من خلال هذه الاتفاقية أن نوجد شبكة من القادة الذين يريدون تعزيز النمو الاقتصادي في بلادهم. موقع مصر التنافسي * هل تري أن مصر تحتل موقعا مناسبا في مجال التنافسية؟ ** لابد من النظر إلي العناصر الأساسية التي تحقق لدولة ما قدر من التنافسية مثل توافر المواهب والمبادرات وتوافر الإمكانات لجذب الاستثمارات إضافة إلي توافر البنية التحتية ومن ثم يمكن مناقشة أي موضوع أو قضية تندرج تحت هذه المجالات، واعتقد أن مصر لديها قدر كبير من هذه العوامل، فلدي مصر طاقات بشرية هائلة ومواهب وجامعات عريقة توفر للسوق شبابا علي قدر كبير من التعليم الفني والهندسي والدور الذي يجب أن تقوم به الحكومة المصرية هو تشجيع هذه المواهب والاستفادة منها إلي الحد الأقصي في المجال الصناعي وتوفير أحدث مستويات التعليم فالموهبة عنصر هام جدا لمستقبل مصر والمهم أن تضمن الحكومة قدرة هذا الشباب علي الحصول علي التعليم المتقدم وبالتالي النفاذ إلي فرص العمل علي المستوي المحلي والإقليمي والعالمي. والتعليم والتدريب عنصران مهمان لأي اقتصاد في القرن الحادي والعشرين والعنصر البشري هو أهم استثمار تملكه مصر. ونحن نواجه نفس التحدي في الولاياتالمتحدة حيث تشير بعض الأراء إلي أننا لا نقوم بما يجب القيام به في مجال التعليم ورفع المستوي التعليمي للشباب. وعلي الجانب الاستثماري فإن مصر تمتلك بيئة جيدة تحكمها قواعد منظمة وهي بذلك تجتذب الاستثمارات والفرص الاستثمارية من القطاع الخاص وهذا أيضا عامل مهم لأن كل قصص النجاح تأتي دائما من القطاع الخاص فهو الذي يوجد القيمة المضافة ولكي ينجح القطاع الخاص لابد ان يتوفر نظام كفء وعدد من الاشتراطات التي توفر له البيئة الجيدة للنجاح اضافة الي الشفافية وتقوية دور القانون وحماية الملكية الفكرية. * في رايك ما العوائق التي تواجهها مصر في مجال التنافسية ** لقد حققت مصر تقدما كبيرا في قضية حماية الملكية الفكرية لان هذا العنصر يشكل اهمية كبيرة لدي اي شركة استثمارية تريد أن تستثمر اموالها في مصر ولذا ترغب تلك الشركات في ضمان درجة عالية من حماية الحقوق الفكرية واذا لم يكن لدي الدولة هذا القدر والضمان لحماية الحقوق الفكرية فان الاستثمار سيكون سلبيا. فمصر تحتاج الي تقوية تنفيذ القانون وليس فقط اصدار قانون في كتاب. * هل سيكون لمركز التنافسية الامريكي دور- وفقا للاتفاقية الموقعة- في مساعدة مصر علي تعزيز مجال حماية الملكية الفكرية. ** هذا مجال العمل الحكومتين الامريكية والمصرية، بينما يركز المجلس علي تحقيق: التشبيك بين الشركات من الجانبين خاصة التي ترغب في الاستثمار في مصر ويقدم المركز ايضا النصيحة والمزايا المتوافرة في مصر مثل توافر هيكل ضرائب جيد وعمالة ماهرة وحماية قوية لحقوق الملكية الفكرية اضافة الي البنية التحتية والبنية الالكترونية والمعلوماتية ووجود عائد جيد للاستثمار وبالطبع عدد كبير من الشركات الامريكية لديها اهتمام بالاستثمار في المنطقة العربية التي تتسم بالديناميكية العالية كما يجب ايضا تشجيع الشركات المصرية علي الخروج الي المستوي العالمي ورفع مستوي تنافسيتها .