وصلتني هذه الرسالة عبر البريد الالكتروني، والرسالة تقول إن رأفت شاب ملتزم وفقير جدا ويعمل في صيدلية وهو من أسوان ويسكن في دار السلام وعمره 33 عاما، ومثله مثل كل الشباب يريد أن يتزوج ليكمل نصف دينه. وذهب رأفت لصاحب الصيدلية واقترض منه قرضا حسنا لشراء شقة صغيرة علي أن يسدد القرض علي أربعين شهرا حيث يخصم صاحب الصيدلية خمسمائة جنيه شهريا من راتبه البالغ ألف جنيه تقريبا. ومن باقي المرتب يعيش رأفت ويساعد أهله في أسوان ويحاول أن يدبر تكاليف الأثاث وأن يتزوج في شهر يونيو القادم كما كان مخططا لذلك. ولكن خطط رأفت في الزواج لا تمضي في هدوء، فقد اضطر إلي تأجيل موعد الزواج عدة مرات لأنه لم يتمكن لا من شراء الأثاث ولا من سداد أقساط الشقة في موعدها ولا بالوفاء بالتزاماته تجاه أسرته. ورأفت مثله مثل كل الشباب الحائر يتساءل كيف يمكنه أن يتزوج، وهل سيأتي اليوم الذي سيحقق فيه حلمه بالزواج، وإذا تزوج هل سيكون في مقدوره الوفاء بمتطلبات الحياة المعيشية؟ والواقع أن أحدا لا يستطيع أن يحل مشكلة رأفت بسهولة، ولو كان هناك حل لها لكان هناك حل مماثل لمشاكل آلاف الشباب المشابهة الذين لا يجدون أملا في المستقبل ولا أملا في الحياة إذا ما ظل الواحد منهم معتمدا فقط علي راتبه سواء من الحكومة أو القطاع الخاص لأن الواحد منهم لو ادخر مرتبه كله مدي الحياة فلن يكفي هذا المرتب لشراء شقة صغيرة هذه الأيام..! ولابد أن يكون هناك حل وإلا فقد المجتمع استقراره وأمنه وأصبح عرضة لتقلبات وهزات خطيرة، ولابد أن نفكر في وسائل نافعة ومفيدة مثل استغلال أموال صناديق الزواج في مساعدة هذا الشباب علي شراء وحدات سكنية اقتصادية أو في مساعدتهم علي إقامة مشروعات إنتاجية صغيرة بدلا من الصندوق الاجتماعي الذي يهتم بالاعلانات والدعاية والترويج لنفسه أكثر من اهتمامه بتقديم قروض ميسرة للشباب وتسهيل حصولهم عليها. إن مشكلة رأفت ليست فردية، ولكنها مشكلة شباب وجيل بأكمله يشعر باليأس والاحباط وهذه هي أم المشاكل..! [email protected]