أعلنت الإدارة الأمريكية انها قررت استبعاد فكرة تغيير النظام الايراني.. وهو الموقف الذي كان يحكم القرار الأمريكي منذ ثورة الإمام الخميني وسقوط شاه ايران.. ولاشك ان هذا الموقف الذي حكم السياسة الأمريكية تجاه ايران قد أخذ اشكالا كثيرة كان أهمها العقوبات التي فرضتها أمريكا علي إيران والحرب العراقية الايرانية التي جعلت أمريكا تشجع الرئيس العراقي صدام حسين لكي يخوضها طوال 8 سنوات ضد ايران.. وهناك أيضا موقف امريكا من المشروع النووي الايراني سواء كان عسكريا أو سلميا.. ولاشك ان إعلان الإدارة الأمريكية تراجعها عن فكرة تغيير النظام الايراني يؤكد فشل هذه السياسة.. ولم تكن المرة الأولي التي فشلت فيها أمريكا؛ فلقد فشلت في العراق.. وفشلت في افغانستان.. وفشلت في الصومال ودارفور بل انها لعبت دورا في جنوب السودان لم يصل بها إلي شيء.. ولاشك أيضا ان الإدارة الأمريكية دخلت معارك كثيرة كانت في غني عنها كما حدث مع حماس رغم انها جاءت من خلال انتخابات حرة ولكن أمريكا رفضت الانتخابات ورفضت مشاركة حماس في السلطة.. وفي الوقت الذي كانت أمريكا ترفض فيه التعامل أو التفاوض مع حكومات إسلامية قبلت ذلك مع البعض الآخر.. ان تركيا وهي حليف لأمريكا يحكمها نظام إسلامي.. ولا يختلف الأمر كثيرا في باكستان عن تركيا.. وربما كان التراجع الأمريكي في الموقف مع ايران يعكس تحولا في السياسة الأمريكية في التعامل مع حكومات اسلامية.. ومن هذا المنطلق فتحت أمريكا الحوار مع طالبان في افغانستان.. وربما وصلت الي اتفاقات مشابهة مع نظم اخري في دول أخري.. لقد اخطأت أمريكا ذات يوم حينما تصورت انها تستطيع تغيير النظام السياسي في إيران خاصة أن هذا النظام جاء من خلال ثورة شعبية اعترف العالم بها ومن خلال زعيم ديني له تأثيره هو الإمام الخميني، ومن هنا فقد اكتشفت الإدارة الأمريكية -ولو كان ذلك متأخرا- ان تغيير النظم الحاكمة ليس مسئوليتها لكنها مسئولية الشعوب إذا أرادت ذلك.. لقد كان العالم كله يتمني ان يتغير الرئيس بوش ولكن لا أحد يملك قرار رحيل بوش أو بقائه لان هذا قرار الشعب الأمريكي.