كان هناك ضرورة ملحة من جميع الاطياف السياسية الفلسطينية لإنجاح الحوار الفلسطيني وضرورة أخري لوقف جميع أشكال العنف الداخلي والاعتقال السياسي والسجال الاعلامي، ولكن ما كان لأجواء الحوار التي تميزت بالهدوء أن تكتمل لولا أن هناك موافقة عربية ضمنية تعي ضرورة اطلاق هذا الحوار وإنجاحه فعلي نحو ما فإن الفلسطينيين وانقسامهم هو نتيجة وليس سبب للانقسام العربي الحادث وضحايا للخلافات العربية المتصاعدة والتي قطعت عليهم طريق المصالح الوطنية في العامين الأخيرين لقد حرصت مصر بشكل واضح وجهود حثيثة في هذا اللقاء علي انجاحه مهما كانت العقبات، وقدمت ورقة تتضمن مشروعا لتشكيل حكومة غير فصائلية وكان اعطاء الأولوية لتشكيل حكومة انتقالية تتولي اعادة الاعمار في قطاع غزة والاشراف علي الجانب الفلسطيني فيما يخص المعابر لابطال الذرائع الاسرائيلية لفرض حصارها علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبلا شك فإن انطلاق الحوار كحدث في حد ذاته له دلالة قوية فهو خطوة أولي نحو انهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية خاصة وأنه تم الاتفاق علي تشكيل اللجان والتي ستبدأ عملها في العاشر من الشهر الجاري ومن المفترض أن تنهي أعمالها حسبما تقرر قبل نهاية مارس أو قبل ذلك آخذة هذه اللجان يعين الاعتبار عن السماح لأحد بعرقلة أعمالها إذ ستضم كل لجنة ممثلين لكل الفصائل بالاضافة إلي مراقب مصري يراقب عمل اللجنة ليقول من أعاق العمل في اللجنة صراحة. وبعد انعقاد مؤتمر اعادة أعمار غزة في شرم الشيخ فقد كان أبرز مهمات الحكومة التوافقية التي تم الاتفاق عليها توحيد مؤسسات السلطة في قطاع غزة والضفة الغربية واعادة الاعمار بالتنسيق مع الدول المانحة والاشراف علي المعابر وتتولي كل مسئوليات الحكومة حسبما نص عليها القانون الاساسي للسلطة والاعداد للانتخابات. لكن وأن دب الأمل في قلب كل فلسطيني حريص علي انجاح هذه المصالحة والعودة إلي الوحدة فإن التوجس والخوف من الانقلاب علي هذه المصالحة مازالت تتصدر أولوياتهم اليومية فالتجربة الماضية جعلتهم لا يهنأون كثيرا بما يتم في لقاءات الإخوة الاعداء إذ سرعان ما يخبو وميضها وتعود الخلافات إلي المربع الأول ولقد بدأت هذه التباينات في الظهور تدريجيا حينما أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن المصالحة الماضون فيها ويعني حركة حماس هي التي تحفظ وحدة الشعب ونسيج الاجتماعي وإخوة أبنائه ووحدة غزة والضفة مع كل الارض الفلسطينية جنبا إلي جنب مع المقاومة فمن يعتقد أن المصالحة ستنهي المقاومة فهو واهم، وفي ذات الوقت يؤكد الرئيس محمود عباس أن الخطوات باتجاه المصالحة الوطنية ثابتة مشيرا إلي أن السلطة لاتريد حكومةتعيد الحصار الذي فرضه العالم علي الحكومات السابقة التي شكلتها حماس أو شاركت فيها وهنا نجد أن كل التصريحين تناقضا.