اتهم الأمين العام للاتحاد الديمقراطى الفلسطينى "فدا" صالح رأفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها العقبة الرئيسية أمام إنجاح الحوار، الذى ترعاه مصر بين الفصائل الفلسطينية تمهيداً لإجراء وطنى شامل فى عيد الفطر، مؤكداً أن حركة حماس تتخذ موقفاً غير جاد وتقوم بالكثير من الممارسات التى تستهدف إفشال الحوار. وفى الحوار التالى نتعمق فى القضية: هل ترى أن الدور المصرى تأخر بعض الشئ فى عقد الحوار الفلسطينى حتى وصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه الآن؟ نحن نقدر الدور المصرى فى كل الأحوال وفى الحقيقة مصر لم تتأخر، وإنما سيطرت النزاعات الفلسطينية الفلسطينية لتفشل أى مساعى لتحقيق وفاق الوئام إلى أن وصلت الأوضاع إلى أكثر مستوياتها تروياً مما أجبر الجميع على ضرورة الجلوس والخضوع لعقد مثل هذه الحوارات فى محاولة لرأب الصدع الفلسطينى، كما أن مصر بذلت مجهوداً كبيراً من أجل التوصل إلى التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وتمت بالفعل هذه التهدئة بالتوافق مع جميع الفصائل الفلسطينية، وهو ما يعد ضرورياً لتمهيد الأجواء لعقد حوار شامل. هل ترى أن فكرة عرض لقاءات ثنائية تمهيداً للحوار الشامل فكرة ناجحة؟ بالطبع هى أفضل من عقد الحوار الشامل المباشر لأنها تعتبر خطوة تمهيدية لإنجاح الحوار الوطنى بدلاً من الاصطدام بالخلافات الجوهرية التى قد تكشف كل محاولات الوفاق فى الوقت الذى أصبح الوضع فيه لا يحتمل على الإطلاق أى فشل، لذلك فنحن نؤكد أن هذه اللقاءات الثنائية هى مرحلة مهمة جداً سواء الأجوبة الخطية التى أرسلتها الفصائل الفلسطينية إلى القيادة المثرية أو اللقاءات التى أرسلتها الفصائل الفلسطينية إلى القيادة المصرية أو اللقاءات الثنائية التى ستستكمل بعد شهر رمضان مباشرة فى عيد الفطر المبارك، كما أن هذه اللقاءات تستهدف خلق موقف موحد بين الفصائل الفلسطينية من خلال استخلاص النتائج من كل هذه الحوارات الثنائية وتقدمها الإدارة المصرية فى النهاية فى ورقة المقترحات لإنهاء حالة الانقسام والتشرذم الذى تعيشه الفصائل الفلسطينية. كيف كان لقاؤك مع الوزير عمر سليمان، وهل أعطاكم تعليمات محددة للالتزام بها؟ فى الحقيقة طرحنا مع الوزير عمر سليمان وكذلك عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية رؤيتنا فى ضرورة أن يتم التوافق بين كل القوى، التى تشارك فى الحوار الفلسطينى على دعوة الجامعة لإرسال قوات عربية إلى قطاع غزة، لإعادة بناء أجهزة الأمن هناك وحماية الشعب الفلسطينى وتهدئة الأوضاع بالقطاع بما يحقق المصلحة العليا للشعب الفلسطينى. وماذا عن نتائج اللقاءات؟ كان هناك تطابق كبير فى الآراء بيننا وبين الوزير عمر سليمان حول أهمية التوافق على تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة غير منتمية لأى تنظيم وتساعد على فك الحصار على الشعب الفلسطينى، كما تم التوافق حول ضرورة الاتفاق على تحديد موعد قريب لانتخابات رئاسية وتشريعية بشكل متزامن وإقرار قانون الانتخابات الجديد، بالإضافة إلى التوافق على مسألة الأمن من خلال دراسة فكرة إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة، وكذلك تم التوافق على ضرورة إجراء انتخابات للمجلس الوطنى الفلسطينى على قاعدة تمكين النصف الكامل فى داخل الوطن، وحيثما أمكن فى بلدان الشتات أيضاً مع التأكيد على وثيقة الوفاق الوطنى التى تنص على أن من يقوم بالمفاوضات هو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى التأكيد على التزام المحاورين بقانون السلطة الوطنية الفلسطينية ووثيقة إعلان الاستقلال التى تؤكد أن نظام الحكم هو نظام مدنى وليس دينيا. هل أنت متفائل بشأن إمكانية نجاح هذا الحوار رغم فشل جميع الحوارات السابقة؟ نأمل أن ينجح هذا الحوار بفضل الجهود المصرية وكذلك الدعم الذى تقدمه الجامعة العربية له، فالمسئولية الوطنية تتطلب من كل الفصائل ضرورة التوافق للخروج من حالة الانقسام الداخلى الفلسطينى التى تهدد القضية الفلسطينية برمتها. هل ترى أن حماس هى العقبة الرئيسية أمام إنجاح الحوار الفلسطينى مثلما يرى كثير من المحللين؟ بالطبع فحماس تتخذ موقفاً غير جاد وتمارس الكثير من الانفعال والممارسات التى تستهدف إفشال الحوار الوطنى الفلسطينى الذى يعقد برعاية مصرية، ولكننا رغم ذلك نسعى إلى إنجاح الحوار وتعزيز الجهود المصرية المبذولة فى هذا الإطار وتنتظر نتائج الحوار بين القيادة المصرية وحماس فى نهاية هذا الشهر الكريم لنحصل على الأجوبة النهائية على المقترحات التى ستقدمها مصر، ونأمل أن تلتزم حماس وأن تتعلم من أخطائها، وأن تتجاوب مع مصر والجامعة العربية وأن تستخلص العبر، حيث ألحقت الضرر الكبير بالقضية الفلسطينية طوال عام كامل منذ انقلابها على السلطة الوطنية فى قطاع غزة، لذلك فإن حركة حماس مطالبة بأن تساعد الآخرين لإنقاذها من نفسها ومن الورطة التى وضعت نفسها فيها. ماذا لو رفضت حماس هذه المحاولات وأصرت على موقفها؟ نتمنى ألا يحدث ذلك وننتظر نتائج الحوار. هل يمكن أن تتخذ الفصائل الفلسطينية موقفاً موحداً ضد حماس فى حال استمرارها فى عرقلة نجاح الحوار؟ نأمل أن تلتزم حماس وتقوم بتغليب المصلحة العليا للوطن على مصالحهم الشخصية ورغبتهم فى النفوذ والسلطة وأن تلتقط وتتفهم تحذيرات عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، لتسهيل إجراء الحوار الوطنى لتعزيز الموقف الفلسطينى والعربى فى مواجهة السياسات الإسرائيلية المتعنتة تجاه الشعب الفلسطينى. نعود إلى تهديدات الأمين العام للجامعة العربية للفصائل الفلسطينية التى تعرقل الحوار إلى أى مدى يمكن تنفيذ هذا التهديد؟ الرسالة واضحة من الأمين العام وهى أن الجامعة ستحمل أى فصيل يعرقل الحوار، المسئولية أمام الشعب الفلسطينى والأمة العربية، وقد يؤدى ذلك إلى عزلته فلسطينياً وعربياً ودولياً وهو ما نعتبره أكبر عقاب يمكن أن يفرض على أى تنظيم يتسبب فى فشل الحوار. هل يمكن أن تلعب الجامعة العربية بورقة المساعدات والمعونات التى تقدمها للضغط على الفصائل الفلسطينية؟ بالطبع مستحيل لأن المعونات تقدم إلى السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينى التى تعقب دوراً إيجابياً برئاسة الرئيس أبو مازن لإنجاح الجهود المصرية، كما أن هذه المعونات لا تقدم مباشرة للفصائل الفلسطينية وإنما إلى السلطة الوطنية فقط. طالبتم بدخول قوات عربية إلى قطاع غزة وهو نفس المقترح المصرى الذى لاقى معارضة شديدة من حماس فهل تتصورون أن حماس يمكن أن تغير موقفها؟ لابد من إقناع حماس بضرورة الاستعانة بقوات عربية للدخول إلى قطاع غزة لضبط الأمن وإعادة بناء الأجهزة الأمنية بالقطاع وحماية الشعب الفلسطينى، ولا يمكن تنفيذ هذه الفكرة إلا بموافقة جميع الفصائل الفلسطينية عليها. ماذا إذا فشل الجميع فى إقناع حماس بذلك؟ سنضطر إلى الاستعانة بالجامعة العربية لإرسال مجموعة من الضباط العرب للمساهمة فى نقل المسئولية من حماس إلى الحكومة الانتقالية التى سيتم تشكيلها ومساعدتها فى إعادة بناء الأجهزة الأمنية وعودة الأمن إلى القطاع مرة أخرى بدلاً من تلك الأوضاع المتردية التى يعيشها القطاع.