رغم إعلان العديد من الشركات المقيدة علي نتائج اعمالها التي جاءت ايجابية إلي حد ما فإن السوق لم يزل يتحرك بعيدا عن كل الانباء الايجابية وفقد القدرة علي التأثر بالايجابيات المحيطة. ويري خبراء سوق المال ان الطابع الغالب علي البورصة المصرية حاليا هو التأثر والتحرك حسب أداء البورصات العالمية وخاصة أمريكا مؤكدين ان مقدمات الأزمة هي التي ظهرت ومازالت هناك بوادر متشائمة قادمة. وأوضح الخبراء ان ترقب نتائج أعمال الربع الأول من العام الحالي والتوقعات بترديها قد يمثل عبئا كبيرا في نفوس المستثمرين مما يؤدي بكل الأحوال إلي هذا التباطؤ الذي يسيطر علي البورصة وأسهمها. أكد عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية لتداول الأوراق المالية ان وضع السوق الحالي يجعله لا يستجيب لأي أخبار جيدة مشيرا إلي انه توجد حالة فقدان ثقة في السوق مما يؤدي إلي عدم متابعة والتأثر بالأخبار الجيدة اضافة إلي أن هناك تخوفا وترقبا من نتائج اعمال الربع الأول من عام 2009 موضحا ان نتائج اعمال الشركات لعام 2008 لم تؤثر علي أسعار الاسهم نظرا لانها سنة "مضت" اضافة الي ان الأزمة قوتها لم تظهر في نتائج اعمال الشركات لعام 2008. أكد ان حالة السوق لا تسمح للالتفات أو التأثر بالاخبار الجيدة مشيرا إلي انه توجد ثقة لدي المستثمرين في قطاع الاتصالات فقط نظرا لانه من القطاعات التي أثبتت جدارتها وصمودها أمام الأزمة. أشار ناجي هندي مدير إدارة سوق المال ببنك مصر ايران إلي أن المستثمرين ينتظرون تتابع أعمال الربع الأول من عام 2009 موضحا ان هناك توقعات بانخفاض وتراجع أرباح الشركات خلال الفترة القادمة. يري انه علي الرغم من انخفاض الارباح أو مع وجود توقعات بانخفاض الأرباح إلا ان اسعار الأسهم الحالية لا تتناسب مع القيمة العادلة لأسهم الشركات. أشار إلي ان الخلل الموجود حاليا في السوق لا يرتبط بالمجال أو نتائج أعمال الشركات ولكن هو خلل هيكلي في تعاملات السوق المختلفة وادوات الاستثمار المتاحة في السوق حاليا والمؤسسات المالية. يري انه مما لا شك فيه ان الأزمة المالية الحالية لم تتضح معالمها ولا نهايتها إلي الآن ومازال السوق ينتظر مفاجآت السوق الأمريكي والأوروبي. يري انه من الأهمية وضع خطة استراتيجية للخروج من الأزمة أو تقليل حدتها محليا والعمل علي الاستفادة من المميزات النسبية للاقتصاد والسوق المصري اضافة الي مزيد من الشفافية عن القطاعات التي من الممكن ان تتضرر من الأزمة الي جانب الاتجاه واللجوء الي مصادر جديدة لزيادة الانفاق من مصادر حقيقية وليس من خلال زيادة الدين المحلي مما يتطلب الاختيار بين المشروعات المحلية والتي لها الأولوية سواء كانت مشروعات انتاجية مما يسهم في الحد من الاستيراد أو انتاج منتجات بديلة للمستورد والعمل علي جذب المزيد من السيولة الي المؤسسات المالية لاعادة استثمارها في قطاعات انتاجية. يري أحمد العطيفي مدير إدارة البحوث بشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية ان وضع السوق الحالي يجعله لا يستجيب لأي اخبار ايجابية بل علي العكس فالسوق لديه استعداد قوي لقبول الاخبار السيئة فقط. أشار الي انه علي الرغم من أن الشركات حققت ارباحا في الربع الأخير من عام 2008 إلا إذا تمت مقارنتها بالربع المقارن بعام 2007 فيوجد تراجع في الارباح. أوضح ان الارباح تأثرت بالأزمة المالية العالمية ولكن علي الرغم من ذلك فإن قوة الأزمة لم تأت بعد وما يحدث الآن يمثل مقدمات للأزمة. اشار إلي ان أسعار الاسهم دائما تسبق التوقعات والاحداث مما يدل علي ان هناك توقعات سلبية لأرباح الفترة القادمة خاصة الربعين الأول والثاني من عام 2009. أوضح ان حركة الاسهم تهبط وتتراجع قبل ظهور نتائج أعمال الشركات. يتوقع ان تكون نتائج اعمال الشركات القادمة "سوداء" موضحا ان ذلك سينعكس علي أداء الأسهم اضافة الي اختلاف القيم العادلة والسوقية للشركات الي جانب تغيير التوزيعات النقدية. يري الدكتور محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية ان السوق في واد ونتائج أعمال الشركات في واد آخر مؤكدا ان السوق يسير بطريقة غير منطقية ويغلب علي تعاملات المستثمرين الطابع النفسي اضافة الي ان السوق مستعد فقط للتقبل والتأثر فقط بالاسواق الامريكية والاوروبية. وقال ان هذه الاخبار تؤثر علي تعاملات السوق موضحا ان الاخبار السيئة التي تصدر عن اداء البنوك والشركات الأمريكية والأوروبية لها وزن كبير علي تعاملات السوق مقارنة باداء الشركات المحلية. يري انه علي الرغم من أن الشركات المصرية تحقق أرباحا وتوزع كوبونات فإن السوق لا يتحرك ايجابيا بناء علي هذه النتائج. يقترح ان تقوم الشركات بعقد مؤتمر صحفي لتوضح اداءها وخططها خلال الفترة القادمة اضافة الي أهمية توضيح مدي تأثرها بالأزمة المالية العالمية. اشار الي ان السوق المصري لم توجد فيه المشكلات التي حدثت في الاسواق الامريكية والاوروبية ولكن علي الرغم من ذلك فإن السوق المصري انخفض مؤشره من 12 ألف نقطة الي 3600 نقطة ويتساءل هل هذا يمكن تصديقه ان بورصة أصحاب المشكلة لم تتراجع بنفس النسبة في السوق المصري. يري ان قيام الشركات بالإعلان عن النتائج غير كاف ولكن يجب ان تكون هناك طرق عديدة للإعلان عن هذه النتائج اضافة الي ان الشركات عليها دور لتوضيح خططها وتوقعات تأثرها بالأزمة اضافة الي انه يجب الزام الشركات ان تقوم بالافصاح عن مدي تأثرها بالازمة وتوقعاتها المستقبلية ولا يجب ترك "الامور" لتفسير "وتخمين" المستثمرين. يري انه يجب ان يتم العلاج بطريقة علمية وليس بتجاهل الأمر.