التذبذبات الحادة التي تشهدها البورصة المصرية حاليا دفعت الي التساؤل حول مصير السوق خلال آخر شهرين في العام الحالي.. الا ان اجابات الخبراء جاءت محيرة نظرا لاختلافهم فبينما يري بعضهم ان السوق سوف ياخذ اتجاها صعوديا متاثرا بالنتائج الايجابية لمؤشرات الاقتصاد الكلي بشرط ان يتم السيطرة علي عشوائية الافراد يري فريق آخر ان السوق لن يتحرك خلال المرحلة القادمة الا مع وجود اخبار ايجابية تدفعه الي الارتفاع واعلان كبري الشركات المقيدة عن خططها الاستثمارية واشاروا ايضا الي ان السوق سوف يتأثر خلال الشهر الحالي والقادم بدخول العديد من الاعياد والتي سوف تنعكس علي احجام التعاملات بما يعني ان التحركات العرضية هي التي ستكون مسيطرة علي السوق . من جهة اخري كشف تقرير الاداء للسوق خلال الربع الرابع من العام المالي 2005/2006 والصادر من وزارة الاستثمار أن مؤشرات الأسعار بدأت في التذبذب بعد أن وصلت إلي أقصي ارتفاع لها في 6 ابريل مع وجود اتجاه عام للانخفاض، وذلك لعدة أسباب من أهمها: موجة تصحيح الأسعار التي شهدتها البورصات العربية وبعض البورصات الناشئة، وقيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة المرجعية علي معظم العملات وبالأخص الدولار الأمريكي واليورو مع ارتفاع التوقعات بمزيد من الرفع للسيطرة علي معدلات التضخم التي شهدت ارتفاعًا في كل من أوروبا والولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلي بعض المخاطر السياسية والأمنية المتعلقة بالشرق الأوسط. أسواق الخليج من جانبه يؤكد هاني حلمي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق للسمسرة ان المحك الاساسي في اتجاهات البورصة المصرية خلال الفترة القادمة هو عدم تاثرها بما يحدث في الاسواق الخليجية وخاصة ان المؤشرات ونتائج اعمال الشركات والاندماجات التي تحدث بين البنوك والاستقرار السياسي والاقتصادي كفيل بان تغلق البورصة مع نهاية الشهر القادم عند نقطة 7200. واشار حلمي الي ان الاحداث السياسية بين ايران وامريكا تؤثر علي البورصات الخليجية بها ولا يجب ان يؤثر مطلقا علي السوق المصري مشيرا الي ضرورة وجود دور لاعب السوق القائد وتدخل المؤسسات التي تمتلك الرؤية الاكثر وضوحا للسيطرة علي تحركات الافراد بالبورصة الذين غالبا ما يتأثرون بالشائعات وتسيطر عليهم المخاوف من حدوث اي انخفاض في اسعار الاسهم الامر الذي يدفعهم للبيع بعشوائية. واكد حسام ابو شمله بالعربية رئيس قسم البحوث بشركة عربية اون لاين انه يجب الاشارة الي ان البورصة المصرية ارتفعت تدريجيا ووصلت لنقاط عديدة ولم يتم كسرها بالانخفاض فتحركت من نقطة 5200 الي 5500 ومن 5500 الي 5800 ثم الي 6200 ولم تكسرها وهو مايدل علي ان الاتجاه الصعودي التدريجي هو مايصنع صعودا قويا. تحركات عشوائية ويري ابو شملة ان المشكلة تتمثل في التحرك العشوائي للافراد متأثرين بنصائح السمسار ومتأثرين بخروج العرب من البورصه الذين لا يمثلون سوي نسبة 15% من حجم السوق متسائلا في دهشة عن كيفية ان تقود هذه النسبة السوق باكمله ومشيرا الي ان العرب خبراتهم في اسواقهم ومحافظهم تتوافق مع ظروفهم وبورصاتهم التي قد تتأثر باي سبب ولذلك فان تواجدهم في اكثر من بورصة يؤدي في الغالب الي خروجهم في اي وقت من السوق فالاجدر في هذه الحالة بصغار المستثمرين ان يتجهوا للشراء باسعار رخيصة وليس الاندفاع بالبيع بحجة خروج العرب واشار ابو شملة الي اهمية ان يتجه الافراد والذين يمتلكون محافظ تقل عن نصف مليون جنيه الي صناديق الاستثمار لصنع التوازن بالسوق مع وجود المؤسسات وخاصة ان السوق حاليا في اتجاه صعودي متأثرا باستقرار الاقتصاد وزيادة النمو ووجود احتياطيات دولارية بوفرة ومؤشرات كثيرة اخري تدعو للتفاؤل. وارجع شريف نور الخبير المالي توقعاته بعدم اتجاه الاسعار الي الارتفاع خلال الايام الاخيرة من العام الحالي الي سبب رئيسي يتمثل في ان الاجازات الخاصة بالاعياد سوف يكون لها تأثير علي حجم التداول وبالتالي علي الاسعار وخاصة ان الشهر القادم سوف يشهد العديد من الاعياد الخاصة بالكريسماس وعيد الاضحي متوقعا ان يكون التحرك العرضي هو المسيطر علي حركة الاسهم المقيدة ومشيرا الي ان الاتجاه الصعودي سيكون بعد بدء العام الجديد.