نتائج آخر إحصاء سكاني في قطاع غزة تشير إلي أن سكان القطاع في عام 2007 بلغ نحو 1.4 مليون نسمة بزيادة قدرها 40% عن احصاء سبقه في 1997 أي قبل ذلك بعشر سنوات. تشير التوقعات إلي أن معدل الزيادة السكانية لو استمر علي ذلك النحو وهو 3.3% فإن عدد سكان غزة سيتضاعف ليصبح نحو ثلاثة ملايين خلال 21 عاما. بالطبع لا أحد يعرف من سيكون مسئولا عن تلك الأعداد البشرية الكثيفة في قطاع غزة في ذلك الحين نظرا للغموض الشديد الذي يحيط بالموقف السياسي ومستقبل القطاع، وهل سيكون جزءا من دولة فلسطينية مستقلة أم أن الأمر سيظل علي ما هو عليه لعشرين سنة مقبلة. المعدل العالمي لزيادة السكان الآن يصل إلي 1.1% سنويا.. فإذا كان قطاع غزة يحظي بالنسبة المرتفعة 3.3% يعني ثلاثة أضعاف المعدل العالمي فإن ذلك يعني أن السلطات المحلية تشجع علي زيادة السكان دون النظر في مخاطر تلك الزيادة علي مستقبل التنمية وأوضاع السكان الاقتصادية والاجتماعية فيما بعد. ليس سرا أن تشجيع السكان علي الإنجاب في فلسطين سياسة فلسطينية كان أقرها الزعيم الراحل ياسر عرفات لتعويض الضحايا الذين يقضي عليهم الجيش الإسرائيلي بين الحين والآخر.. ولضمان استمرار القضية حتي لا يتعرض الشعب الفلسطيني للانقراض ويمكن توطين بقاياه في الدول المجاورة وتذهب سدي كل المحاولات لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس العربية. بعد العدوان الإسرائيلي الأخير علي قطاع غزة أعلن مصدر ما في قطاع غزة أن عدد المواليد الجدد خلال وبعد وقت قصير من انتهاء العدوان يفوق عدد الأطفال الذين استشهدوا جراء العدوان. كما لوحظ أن عدد الأطفال الذين صادفتهم كاميرات التليفزيون التي دخلت القطاع بعد وقف اطلاق النار الأخير يفوق أعداد الرجال والنساء الذين ظهروا في المقابلات وأثناء استعراض مشاهد التخريب والتدمير. تشير التقارير الاحصائية إلي أن القطاع رغم ما يعانيه من الفقر فإن الاهتمام بالأطفال كبير بدليل أن معدل الأمية لديهم انخفض بنسبة كبيرة ويهتم ذووهم بحالتهم الصحية والتعليمية بوجه عام. إن مشكلة قطاع غزة والضفة الغربية الآن هي مشكلة بقاء لمواجهة خطر الاحتلال وخطر الانقراض.. ربما تحلم إسرائيل بأن يتناقص الشعب الفلسطيني تدريجيا تحت وطأة الاحتلال والفرار من أعمال القهر والعنف.. ولكن ما يحدث هو زيادة تعداد الشعب الفلسطيني واصراره علي تسليح نفسه وأطفاله بالصحة والعلم وإبقاء قضيته حية حتي يفيق المجتمع الدولي من غفلته. يصبح تعداد شعب فلسطين مشكلة حين تصبح فلسطين دولة لها حكومة مسئولة عن التنمية.. وقتها لا يصبح العدد لمصلحة شعب فلسطين.