كل يوم تظهر علي السطح فضيحة جديدة متورط فيها أحد رجال الأعمال في توظيف الأموال والغريب في الأمر أن المواطن المصري أصبح ضحية دائمة لهذا النوع من الاستثمار رغم كل ماحدث في الماضي القريب والبعيد.. مازالت أشباح شركات توظيف الأموال تطوف علي الضحايا خاصة أن منهم من فشل في استرداد أمواله ومنهم من مات كمدا وحسرة ومنهم من انتحر.. شركات توظيف الأموال مسلسل كئيب في تاريخ الاستثمار في مصر.. ورغم هذا نجد كل يوم كارثة جديدة وكان أخرها ما نشرته الصحف حول رجل أعمال مصري كان حديث الناس في دبي والقاهرة.. أغرب ما قرأت في هذه القضية أن عددا كبيرا من المسئولين لم يبلغ النيابة عن أمواله التي أودعها لدي رجل الأعمال وهذا يعني أن هذه الأموال جاءت من طرق غير مشروعة وأنها تمثل إدانة لصاحبها.. وفي تقديري أن هذا يحتاج إلي تحقيق حتي وإن رفض أصحاب هذه الأموال السؤال عنها إن فضيحة توظيف الأموال لا تقع فقط علي رجل أعمال نصب علي المواطنين ولكنها مسئولية المواطن نفسه لأنها تعكس حالة من حالات الجشع والجري وراء الأرباح حتي ولو كان ذلك تهديدا لرأس المال نفسه.. إن بنوك مصر الآن مازالت تعطي نسبة عالية من الفوائد تصل إلي أكثر من 11% في الشهادة البلاتينية ولكن الأغرب من ذلك أن البعض كان يحصل علي أرباح تتجاوز الألف في المائة.. وهذه ليست أرباحا خاصة أن أصحاب هذه الأموال كانوا يتركونها لكي تضاف الأرباح لرأس المال.. وهذا يذكرنا بكشوف البركة في الريان عندما كان كبار المسئولين يحصلون علي أرباح بنسبة 100% في أشهر قليلة ويحكي أن أحد المسئولين كان يستثمر مليون جنيه لدي الريان وبعد أشهر قليلة اكتشف أن المليون أصبحت مليونين.. وعندما سأل الريان قال له إن هذه بركات سيادتكم حلت علينا. إن مسلسل توظيف الأموال في مصر مازال حتي الآن يحمل عشرات الجرائم وكلها نصب في نصب واحتيال في احتيال.. ومن اسوأ الظواهر في القضية الأخيرة أنها جمعت بين الضحايا في الإمارات العربية ومصر وإن كانت أجهزة الأمن في دبي قد نجحت في الحصول علي حقوق ضحاياها كاملة والمتهم مسجون هناك.. لم تعد جرائم توظيف الأموال كوارث محلية فقد أصبحت الآن حديث الأوساط المالية في العالم العربي عن رجال الأعمال المصريين وفضائحهم علي صفحات الجرائد.