خلال الساعات الأولي لحرب الأيام الست في الخامس من يونيو عام 1967 كانت أجهزة الاعلام الناصرية تصدح وقتها بلغة الانتصارات المهولة وبتدمير القوات العربية للجيش الصهيوني وبأن قوات العروبة تشق طريقها بسهولة صوب تل أبيب لتنهي دولة العصابات الإسرائيلية وتخرجها من التاريخ، ثم بعد سويعات تغيرت النغمة وخرج علينا طيب الذكر المذيع الشهير في صوت العرب أحمد سعيد وهو يقلب صوته بنبرات مسرحية درامية بالقول ان: "أمريكا تعتدي يا عرب..! بريطانيا تعتدي يا عرب! اسرائيل تعتدي يا عرب..! وهي نغمات كان واضحا من نبراتها التبريرية بأنها توزيع موسيقي يسبق إعلان الهزيمة الكاملة أو "النكسة" كما عرفت فيما بعد ومن سخريات التاريخ المتكررة هو ان اسم وزير الهزيمة الإعلامية في المرة الأولي متشابه واسم وزير العلوج في موضوع سقوط بغداد بعد 36 عاما وهو محمد سعيد الصحاف في تلك الهزيمة القومية المريرة التي ضاع فيها البقية الباقية من فلسطين بما فيها القدس الشريف وضاعت نصف المملكة الأردنية وسلخت سيناء بكل ثرواتها عن مصر وسقطت هضبة الجولان المنيعة بسهولة ويسر بعد هروب قائد جبهتها علي صهوة حصانه الأبيض! لتدشن تلك الهزيمة المرة حقيقة وواقع فشل الأنظمة الشمولية والعسكرية الانقلابية التي يتحكم بها زمرة من الجهلاء في السياسة والاستراتيجية فضلا عن التفكير والإبداع! ورغم أن الأطراف المهزومة كانت تعلم تحديدا بساعة وزمن الهجوم الاسرائيلي المقبل وبكل دقة إلا انها استسلمت لقدرها وعجزها ولم تجد مخرجا من الفضيحة سوي بإلقاء اللوم علي الدعم الأجنبي والدولي لاسرائيل! وهي حقيقة استراتيجية معروفة منذ ظهور وتأسيس دولة اسرائيل عام 1948 ولم تكن الجماهير العربية بحاجة لمن يذكرها بها أبدا! واليوم وبعد توالي الهزائم الفضائحية في العالم العربي وأمام تدفق ونزيف الدم في غزة ومجازر الأطفال المريعة والتي سبقتها المجازر المروعة في لبنان في حرب صيف عام 2006 وازاء تدفق الدم العراقي تحت ثقل حروب الإرهاب الطائفي والديني وملفات الإحتلال تبدو الصورة العربية مروعة وقاتمة ومأساوية ولكن النظام السوري الصامد استراتيجيا والرافض للتصدي العسكري للصولات الصهيونية يأبي أن تكون هذه الصورة من دون وجوه طرائفية وغريبة، فلقد احتجت الدبلوماسية السورية في الأممالمتحدة علي "إسرائيل" لكونها قد مارست عملا خطيرا جدا يمس الأمن القومي العربي ويؤثر في اجتماعات المؤتمر القومي العربي، ويدنس شعارات البرلمان العربي الانتقالي الموحد لكرة القدم! وهو انتاج النبيذ الفاخر من كروم مرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1967 والمضمومة لدولة اسرائيل منذ عام 1981 والتي يأمل النظام السوري تأجيل تحريرها أو التفاوض بشأن عودتها لمرحلة ما بعد ظهور الإمام المهدي أو المسيح المنتظر ووفقا لرؤية الحليف الاستراتيجي الإيراني! وحيث يمهد الحرس الثوري الإيراني وطلائع الولي الفقيه لذلك الظهور والتحرير! ويبدو أن المعركة الدبلوماسية التي خاضها النظام السوري في أروقة الأممالمتحدة التي شهدت توزيع وشرب ذلك النبيذ هي من طراز المعارك التاريخية والتي قد تستدعي الدعوة لعقد قمة عربية طارئة تحضرها الأطراف العربية التي لم تحرم بيع وشرب الخمور! من أجل منع الصهاينة من عصر الكروم العربية المحتلة وأن يرفع شعار "نبيذ العرب للعرب"! وأن يتبني المؤتمر القومي العربي الدعوة لتنفيذ مقاطعة قومية شاملة لشرب واستهلاك النبيذ والإكتفاء بشرب "الزحلاوي أو العرق سوس" من أجل مجابهة المؤامرة الامبريالية الصهيونية وتحت شعار "يا سكاري الوطن العربي.. اتحدوا" ويبدو أن طرائف النظام السوري ستكون هي الرد الاستراتيجي الفاعل علي مؤتمرات الصهاينة وحلفائهم.. وعاش النبيذ العربي حراً مستقلا. هذا الكلام الساذج اكتبه بمناسبة انعقاد القمة الاقتصادية اليوم في الكويت وبمناسبة قمة دول مجلس التعاون الخليجي يوم الخميس الماضي وقمة الدوحة التي حضرها طيب الذكر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي جاء خصيصا ليسدي إلينا نحن العرب النصيحة.. علي الرغم من ضيق وقته الثمين وقال ان ايران علي استعداد لضرب إسرائيل بصواريخ شهاب 3.. أمال انتم فاكرين إيه..؟!