يحلو للبعض في كل أزمة يتعرض لها العرب أن ينهال بالتقريع علي الجامعة العربية وكأن الحل بيدها وهي التي تخاذلت أو لم تقم بمسئولياتها..! وفي الأزمة الأخيرة التي يمر بها العرب بعد العدوان الاسرائيلي علي غزة فإن بعض المزايدين وهواة التحدث في الفضائيات وجهوا سهامهم إلي الجامعة العربية وطالب بعضهم ساخرا بنقل مقر الجامعة من القاهرة إلي فنزويلا في إشارة إلي أن رئيس فنزويلا قام بطرد السفير الإسرائيلي بينما السفير الاسرائيلي مازال موجودا في القاهرة..! ولا ندري علي وجه التحديد ما الذي يمكن أن تفعله الجامعة العربية وما هي اختصاصاتها ومسئولياتها التي تمكنها من ذلك اذا كان القادة العرب أنفسهم لم يتفقوا وليس لديهم تصور واضح لما يجب عليهم فعله أو ما الذي في مقدورهم أن يفعلوه..! لقد ظهر الشيخ حمد آل ثاني أمير دولة قطر علي شاشات التليفزيونات العربية وهو يلقي خطابا يتحدث فيه عن تصور بلاده للقرارات التي يمكن أن تصدر عن القمة العربية وكلها تصورات أو توصيات أو قرارات ان صدرت فعلا فإن السؤال الأهم الذي سيأتي بعد ذلك هو: كيف ستنفذ هذه القرارات ومن سيملك القدرة علي تنفيذها.. وهل ستستجيب إسرائيل لها؟ واذا لم تستجب فماذا سيفعل العرب؟ إن التوصية الواقعية الوحيدة التي قالها أمير دولة قطر والتي في الإمكان إلي حد ما تنفيذها هي المتعلقة بصندوق لمساعدة أهالي غزة والذي تبرعت له قطر ب 250 مليون دولار! ونعود للجامعة العربية التي لا يمكن لأحد أن يشكك في عروبة ووطنية أمينها العام السيد عمرو موسي الرجل الذي حاول منذ بداية توليه مسئولية الجامعة تطوير آلية الأداء فيها وتفعيل عملها بما يمنحها استقلالية وقدرة علي التحرك والتنفيذ فوقفوا له بالمرصاد واتهموه بأنه يحاول أن يجعل من الجامعة العربية سلطة فوق سلطات أي دولة وانه بذلك لن يكون موظفا لديهم ولدي وزراء الخارجية والقادة العرب وهو ما يريدونه دوما للجامعة وما خططوه لها لكي تكون مجرد ديكور للتجمع العربي..! ان قضية وجود الجامعة العربية أصبحت ترتبط بإيمان العرب بالعروبة، فالواقع ان هذا الإيمان قد تزعزع منذ أن قام صدام حسين بغزو الكويت عام 1990 ومنذ أن قامت القوات الأمريكية بتحرير دولة عربية من احتلال دولة عربية أخري!!