اتجهت البورصات العربية نحو الصعود شبه الجماعي خلال تداولات الأمس وسط اجتماع محافظي البنوك المركزية العربية ووزراء المالية العرب للتشاور والتباحث في التأثيرات السلبية للأزمة المالية العالمية والعمل علي التقليل من حدتها وعلاج مشكلاتها وكانت البورصات العربية قد شهدت أداء غير مستقر خلال اليومين الماضيين بسبب زيادة المخاوف لدي المتعاملين بسبب التراجع المستمر في اسعار النفط وزيادة خسائرهم في البورصات بالرغم من الاجراءات المكثفة للحكومات العربية في محاولة لإعادة النشاط الي الاسواق. وارتفعت أمس مؤشرات 5 بورصات عربية فيما تراجعت مؤشرات 3 بورصات أخري. وتصدرت بورصة "مسقط" اعلي الارتفاعات أمس من بين البورصات العربية بنسبة 3.18% ليغلق المؤشر عند مستوي 5120.60 نقطة رابحا أكثر من 169 نقطة. وارتفعت بورصة "السعودية" اكبر الاسواق العربية من حيث القيمة السوقية بنسبة 1.58% ليغلق المؤشر عند مستوي 4999.42 نقطة رابحا أكثر من 81 نقطة. وارتفعت بورصة "دبي" بنسبة 0.60% ليغلق المؤشر عند مستوي 1698.30 نقطة رابحا اكثر من 11 نقطة. وارتفعت بورصة "أبوظبي" بنسبة سجلت 1.18% ليغلق مؤشرها عند مستوي 2455.18 نقطة رابحا 30 نقطة. كما ارتفعت بورصة "الدوحة" بنسبة 2.52% ليغلق المؤشر عند مستوي 6056.606 نقطة رابحا أكثر من 156 نقطة. وعلي صعيد الانخفاضات فقد تراجعت بورصة "الكويت" ثاني اكبر الاسواق العربية من حيث القيمة السوقية بنسبة تراجع سجلت نحو 0.59% ليغلق المؤشر عند مستوي 7192.10 نقطة فاقدا اكثر من 45 نقطة. وتراجعت بورصة "البحرين" بنسبة 0.88% ليغلق المؤشر عند مستوي 1764.29 نقطة فاقدا اكثر من 16 نقطة. وتراجعت بورصة "الأردن" بنسبة 0.64% ليغلق المؤشر عند مستوي 2804.32 نقطة فاقدا اكثر من 18 نقطة. وعلي صعيد آخر فقد تجمع محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية العرب في الكويت أمس الاربعاء لبحث سبل مواجهة الأزمة المالية العالمية وانهيار اسعار النفط في بداية قمة اقتصادية تستمر اسبوعا. وقال مصطفي الشمالي وزير المالية الكويتي في كلمة افتتاحية للحاضرين من اعضاء جامعة الدول العربية ان الاجتماع سيتناول البحث عن سبل لوقف تداعيات الازمة. وقال الشمالي ان الدول العربية مطالبة بالبحث عن الادوات المناسبة للقضاء علي اثر الأزمة علي التنمية الاقتصادية في الدول العربية والعمل علي استمرار النمو الاقتصادي بوتيرة مناسبة وانخفضت اسعار النفط الي ما دون ال40 دولارا للبرميل أي نحو ربع المستوي القياسي الذي سجلته في يولية الماضي أعلي من 147 دولارا للبرميل بسبب تراجع الطلب العالمي علي الطاقة، وأدت الأزمة المالية وهي أسوأ أزمة يشهدها العالم منذ ثلاثينيات القرن الماضي الي انزلاق جانب كبير من العالم الصناعي إلي الكساد كما تسببت في تراجع التوقعات الاقتصادية في العالم العربي، وقالت المنظمة العربية للاقطار المصدرة للبترول "أوابك" في تقرير سيبحثه المسئولون انه مقابل كل انخفاض بقيمة دولار في أسعار البترول تنخفض ايرادات البترول العربية بما بين أربعة مليارات وعشرة مليارات دولار سنويا، واضاف التقرير ان هذا يعني ضغوطا متزايدة علي الموازنات الحكومية وخفض الانفاق ومعدلات النمو وتوقعت كل من السعودية وعمان ودبي عجزا في الميزانية هذا العام بعد أن سجلت فوائض كبيرة خلال فترة ازدهار اقتصادي استمرت ست سنوات بفضل أسعار البترول، وقد ادت أزمة الائتمان العالمية إلي سلسلة من قرارات الغاء المشروعات والاستغناء عن العشرات وخاصة في دبي، وقالت أوابك انه اذا استمر ضعف الطلب علي البترول فان اغلبية الاستثمارات العربية في المشروعات التي تهدف لزيادة الطاقة الانتاجية ستتوقف علي الارجح وقال الشمالي دون الخوض في التفاصيل انه من المقرر ايضا ان يبحث المسئولون العرب سبل تعزيز التنسيق في الاشراف المصرفي والسياسات النقدية والمالية وكيفية العمل معا لتحقيق استقرار سوق البترول. ومن المقرر ان يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا استثنائيا غدا لبحث الهجوم الاسرائيلي علي غزة في الوقت الذي يقترب فيه عدد القتلي من الفلسطينيين من الألف، ومن المقرر ان يوجه بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي يقوم بجولة في المنطقة بهدف الوصول إلي وقف اطلاق النار كلمة لقمة الكويت يوم الاثنين التي يبحث فيها الزعماء العرب الوضع في غزة بالاضافة إلي القضايا الاقتصادية.