قال عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن احداث الأزمة المالية العالمية الراهنة ومن ثم تداعياتها علي العديد من الدول من شأنها أن تبث حالة من التشاؤم علي جميع الانحاء، موضحا أن الاسباب والمبررات التي أدت إلي الأزمة أكثر من الأصوات المتفائلة في هذا الشأن مؤكدا أن الأزمة الراهنة كان لها بالغ التأثير علي جميع الاقتصادات. وأكد أمس الأربعاء خلال المنتدي الأول لأسواق المال العربية والذي يستعرض حاضر ومستقبل أسواق المال العربية في ظل الأزمة المالية العالمية أن منطقة التجارة الحرة العربية لم تقدم المطلوب منها حتي الان لكنها تسير في تحقيق أهدافها ولكن بصورة بطيئة. اشار موسي إلي أن اهتمام الجامعة في الوقت الحالي هو تحويل منطقة التجارة الحرة العربية لاتحاد جمركي ومن ثم الانتهاء من محكمة الاستثمار التي لاتزال الجامعة تسير في اجراءاتها. وقال عصام الوكيل العضو المنتدب للبنك التجاري الدولي مصر إن الأزمة المالية الراهنة ليست قليلة وإن أرقام الخسائر المعلنة حتي الاَن هي أرقام فلكية مضيفا أن تأثير تداعيات الأزمة علي المنطقة العربية لم يظهر كاملا حتي الاَن. وأوضح أن الفترة القادمة تحتم التطوير من جانب الجاز المصرفي في مصر علي النواحي الرقابية ومن ثم يجب اعادة النظر فيها مشيرا إلي أنه حان الوقت لانشاء السوق العربية المشتركة. وقال إن إدارة الأصول سوف يقع عليها دور مهم الفترة القادمة إلي جانب ضرورة اعادة النظر فيها خاصة أن القوي الاقتصادية هي المحدد الاساسي لمستقبل سياسات استثمارات الدول العربية. واضاف أن الأزمة لم تنته بعد وكبدت المصارف العالمية خسائر بلغت تريليون دولار ومن المتوقع تزايد الخسائر بين 2 و3 تريليونات دولار. ومن جانبه اشار محمود عبداللطيف رئيس مجلس ادارة بنك الاسكندرية سان باولو إلي أن عام 2009 سيكون عام الوصول للقاعدة الاقتصادية الجديدة عالميا وعربيا ومحليا بعد الوصول إلي مراحل متقدمة من النمو التي نشأت في ظروف غير صحية. وأكد أن مصر لم تتأثر بالأزمة نفسها لكنها تأثرت بتوابعها ومن المنتظر أن تتوالي التأثيرات، مضيفا أن هذه الأزمة من شأنها أن تعود بالنفع علي كل قطاعات الاقتصاد من خلال تصحيح العديد من المسارات أهمها قطاع العقارات. وطالب بالتركيز علي احتياجات الأسواق خلال الفترة القادمة ومن ثم إيجاد نوع من التكامل بين الأسواق خاصة في ظل وجود سيولة وقوي بشرية علاوة علي وجود الحاجة إلي النمو علي الأقل بنسبة تتراوح بين 4 و5%. ومن جانبه أكد سعد هجرس الكاتب الصحفي ومدير تحرير جريدة "العالم اليوم" أن الأزمة المالية العالمية الراهنة ليست أزمة اقتصادية ولا مالية أو عقارية فقط، مشيرا إلي أن الأزمة لها تأثيرات جيوسياسية كبيرة وعلي الدول العربية التكاتف جنبا إلي جنب للخروج من هذه الأزمة ومن ثم التقليل من حدة تأثيراتها موضحا أنه في حالة الفشل في التعامل مع هذه الأزمة سوف يعلن النظام الإقليمي انهياره. وأشار إلي أن التعامل مع الأزمة حتي الآن لايزال يسير ببطء وأن الاجتماعات التي عقدت بشأنها لا تتناسب مع الأزمة.