في الوقت الذي تواجه فيه صناعة السيارات العالمية أياماً دامية تصل إلي ذروتها في السوق الأمريكي، اتفق العاملون في بيزنس السيارات بالسوق المصري بمختلف أشكاله علي أن السوق يواجه ظروفا استثنائية صعبة بتأثير من الأزمة المالية العالمية، ويأتي ذلك فيما تباينت مواقفهم بحسب الانعكاسات السلبية علي نتائج أعمالهم المتوقعة في السوق، خاصة ما يتعلق بالتوكيلات الأمريكية علي خلفية تعثر مشروع إنقاذ الشركات الأمريكية والتي أكد متحدث باسم البيت الأبيض أنه لم يتم التوصل إلي قرار بشأنها حتي أمس. وفيما لم يخف رجال الأعمال في القطاع تأثرهم سلبا بالتداعيات في الأسواق العالمية، ورفض معظمهم الإجابة علي تساؤلات العالم اليوم "الأسبوعي" وفضل آخرون عدم ذكر أسمائهم دعا بعض مسئولي الشركات الكبري إلي قيام الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة لانعاش الأسواق، وفيما أوضح فريد الطوبجي عن الشركة البافارية للسيارات إلي تخفيض سعر الفائدة، وإعادة النظر في الرسوم المفروضة علي السيارات وآخرها رسم التراخيص الذي تم العمل به قبل 3 أسابيع، أشار إلي أن المجموعة البافارية سوف تتأثر بالتداعيات العالمية في بداية العام الجديد إلا انها كانت سباقة لاتخاذ الإجراءات الوقائية، وسوف تستمر في خططها وأولاها افتتاح فرع جديد لها يناير القادم، إضافة إلي إعلان شراكات جديدة مع شركات عالمية كبري قريبا. وفي نفس السياق أكدت جنرال موتورز مصر أنه برغم تداعيات الأزمة فإنها تنظر بتفاؤل إلي السوق المصري، وقالت انها تترقب عن كثب أحوال السوق ولكنها واثقة في تخطي أية عقبات ودللت علي ذلك بنجاحها في زيادة الحصة السوقية لها 5.2% رغم الأوقات العصيبة التي شهدها السوق وأكدت انها تحركت بسرعة لاحتواء المتغيرات بشكل إيجابي وهو ما سيساعدها علي كسب المزيد من الحصة السوقية العام المقبل من خلال خططها التي تشمل تنويع المنتجات والتماشي بخطط مرنة مع العرض والطلب وارضاء العملاء. يأتي ذلك فيما اتهم أحد وكلاء السيارات الأمريكية شركات التأمين باستغلال الموقف ورفع التأمين علي السيارات بنسب تتراوح بين 2.25% و4%،، وشدد علي ضرورة التزام البنوك بدورها كمحرك رئيسي لسوق السيارات.. وأوضح أن الكل شركاء في إدارة هذه الأزمة والعبور منها. وحدد عزيز أباظة صاحب توكيل بيجو، النسبة المتوقعة لتراجع المبيعات في سوق السيارات بين 20 و25% قال إن النسبة في الحدود المقبولة وليست مخيفة، وقال إن الشركة لن تستغني عن عامل واحد ولكن ستتخذ إجراءات احترازية ستتركز في تقليل النفقات خاصة في الدعاية والإعلان، وهو ما أكد عليه وليد توفيق أمين عام شعبة السيارات وصاحب توكيل جي إم سي وقال إن التراجع في المبيعات مازال في الحدود المقبولة ولا يستدعي إجراءات احترازية. أما عمر بلبع رئيس غرفة صناعة السيارات فيري أن التطورات في السوق لا ترقي لمستوي الأزمة، ولكن ردود فعل لما يشهده السوق العالمي مدللا علي ذلك بعدم وجود شركة واحدة أشهرت إفلاسها أو مهددة به، وتوقع أن ينخفض الإنتاج بين 25 و30% خاصة في السيارات الفارهة، كما شدد علي أن تراجع الأسعار إن حدث لن يزيد علي 5% فقط، كما أكد عفت عبدالعاطي رئيس شعبة تجارة السيارات إلي أن تأثيرات السوق الأمريكي علي بي إم دبليو مصر وجنرال موتورز مصر لن تكون كبيرة.. مشيرا إلي أن الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية لن تتخلي عن دعم شركاتها، وقال إن الحديث عن انخفاض الأسعار خلال الفترة القادمة غير واقعي. وفي نفس السياق شدد اللواء حسن سليمان صاحب توكيل لادا علي أن التحدي الأكبر الذي يواجه صناعة السيارات هو عودة الهدوء والاتزان إلي السوق العالمي، وتقويض الشائعات في السوق المحلي الذي أدي إلي عزوف المستهلكين عن الشراء.. وقال إن التنبؤ بسعر السيارات كسلعة أمر مبالغ فيه. وكان البيت الأبيض الأمريكي قد أعلن أنه لم يتم حتي الآن اتخاذ أي قرار بشأن إنقاذ شركات صناعة السيارات، مشيرا إلي أنه سيتم العمل علي الوصول للسياسة المناسبة لمواجهة ذلك مع مراعاة مصالح دافعي الضرائب وأوضاع الاقتصاد الأمريكي. ويأتي ذلك فيما حذرت كبري شركات صناعة السيارات الأوروبية من أداء قاتم في عام ،2009 وقال رئيسا رينو ونيسان وفيات إن السوق سيتراجع بدرجة أكبر العام القادم بعدما دفعت الانخفاضات الحادة للمبيعات الثلاثة الكبار في أمريكا إلي طلب تدخل الإدارة الأمريكية لإنقاذهم. وقال كارلوس غصن الرئيس التنفيذي لشركة رينو وحليفتها نيسان: لا أري حلا سريعا للأزمة، ولكنه أشار في نفس الوقت إلي أن صناعة السيارات لم تلمس القاع بعد علي حد تعبيره. يذكر أنه في الوقت الذي تباين فيه أداء أسواق مال دول الخليج كان التراجع الأقوي في أسواق الإمارات تأثرا بأزمة شركات السيارات الأمريكية وإمكانية تأثيرها سلبيا علي الاقتصاد الإماراتي.