رفضت إسرائيل دخول سفينة ليبية تحمل 3000 طن من الاطعمة الي غزة.. وبذلك أصبحت اسرائيل تتحكم في البحر الابيض المتوسط وهو في الحقيقة بحر عربي يقع عليه اكثر من نصف الدول العربية.. ان الموقف الاسرائيلي اهانة لكل العرب خاصة ان السفينة لم تكن تحمل سلاحا ولكنها تحمل طعاما لاطفال وشيوخ وعجائز يموتون جوعا امام الحصار الاسرائيلي.. لقد كان موقف اسرائيل نتيجة طبيعية لتخاذل الحكومات والشعوب العربية، فقد تنازل العرب عن كل شيء وقدموا عشرات البدائل ولكن اسرائيل كانت ترفض ذلك كله.. وتحولت قضية فلسطين الآن الي محاولات للصلح بين حماس وفتح وليس بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.. ان الازمة الحقيقية الآن هي ازمة الشعب الفلسطيني مع قياداته ولهذا كان من السهل ان تحاصر اسرائيل قطاع غزة وان ترفض الحوار مع حماس أو غير حماس وان ترفض المبادرة العربية وان تمنع السفن من دخول غزة.. لو كانت اسرائيل تعلم ان العرب قادرون علي اتخاذ موقف جاد لترددت ألف مرة قبل ان ترفض دخول السفينة الليبية.. ان اسرائيل تتحدي العالم كله في موقفها من غزة، وهذا الحصار الذي ترفضه كل دول العالم لانه مؤامرة لاغتيال شعب هو اكبر وثيقة تؤكد هوان العرب شعوبا وحكومات.. هل تستطيع قوة عربية منع سفينة - أي سفينة - من دخول الموانئ الاسرائيلية.. وهل تستطيع سفينة عربية اقتحام الحصار الاسرائيلي ودخول غزة رغم انف اسرائيل.. هذا هو الاختبار الحقيقي لما يجري في المنطقة.. لا تستطيع السلطة الفلسطينية التي تتحدث عن السلام اقناع اسرائيل صاحبة القرار بدخول السفينة ولا تستطيع دولة عربية ادخال هذه السفينة أو غيرها لان الكلمة اولا وأخيرا أصبحت في تل أبيب.. ولهذا يموت الاطفال في غزة كما مات الآلاف منهم من قبل.. الا ان الفارق الوحيد ان اطفال غزة كانوا يموتون في الانتفاضة الأولي والثانية التي هزت كل شيء في اسرائيل ولكن الاطفال الآن يموتون جوعا ومرضا وانتقاما.. ولعل فرسان السلام العربي يدركون هذه الحقيقة امام عدو منتصب يفرض سيطرته علي كل شيء.