لم تفلح محاولات الشركات في إنقاذ أسهمها من حالة الركود الحادة التي أصابتها بعد قيام تلك الشركات بشراء أسهم خزينة في محاولة من جانبهم لزيادة ربحية السهم وتحسين الهيكل المالي للشركة وأسعار الأسهم. وقد شهدت الفترة الماضية تعاملات قوية علي أسهم الخزينة من قبل الشركات التي أعلنت عن دخولها للشراء، وذلك من أجل استغلال التدني الملحوظ الذي وصلت إليه أسعار الأسهم بالبورصة.. فشهدت الفترة الماضية انتهاء الفترة التي حددتها "المجموعة المالية هيرمس" لشراء 10 ملايين سهم خزينة مع نجاح الشركة في إتمام شراء كامل الأسهم المعلن عنها.. ثم بدأت بعد ذلك في الفترة الثانية التي حددتها لشراء 5 ملايين سهم خزينة تم شراء 100 ألف سهم منها وكان أدني سعر للشراء 23.49 جنيه للسهم وأعلي سعر 23.5 جنيه للسهم وتستمر فترة الشراء حتي 22 نوفمبر الجاري. وكانت الشركة قد أعلنت عن شراء أسهم خزينة في 25 سبتمبر وكان السهم قد أخذ في الهبوط قبل إعلانها عن عملية الشراء ليتراجع بعدها حيث كان يتداول في أواخر سبتمبر عند مستوي 34 جنيها إلا أنه تراجع بنحو ملحوظ وحاد حتي وصل إلي مستوي 20 جنيها وهو أدني سعر للسهم منذ 3 سنوات تقريباً. أما شركة "رمكو لإنشاء القري السياحية" فقد قامت بشراء 560.5 ألف سهم لتكمل بذلك ال 5 ملايين سهم التي أعلنت عن رغبتها في شرائها، ولم يكن سهم رمكو بأحسن حال من هيرمس حيث لم يتأثر السهم بقرار الشركة لشراء أسهم خزينة حيث ارتفع بعد إعلان الخبر لجلسة أو جلستين ثم تراجع بعدها مواصلا تراجعه، كما قامت شركة "المصرية للمنتجعات السياحية" بشراء 6.588 مليون سهم بعد قرار مجلس إدارتها في 14 أغسطس الماضي عن قيام الشركة بشراء أسهم خزينة وكان لهذا تأثير واضح علي السهم حيث استطاع أن يرتفع بعدها عاكسا اتجاهه الهابط حتي وصل إلي مستوي 74.3 جنيه في أوائل سبتمبر إلا أنه تراجع بعدها مرة أخري ليعاود الصعود مرة أخري في 11 سبتمبر. ولم يقتصر الأمر علي شراء الشركة لأسهم خزينة واتجه مجلس إدارتها لشراء كميات كبيرة من الأسهم حيث اشترت شركة رواد للسياحة 4.52 مليون سهم كعضو مجلس إدارة في "المصرية للمنتجعات السياحية" خلال 6 جلسات من إجمالي عدد أسهم الشركة البالغ 1.050 مليار سهم، غير أن هذا كله لم يؤت ثماره التي كان من المفترض أن يجنيها. وعلي جانب آخر قامت "أوراسكوم للإنشاء والصناعة" بشراء 64.5 ألف سهم خزينة ليتبقي 935.4 مليون سهم خزينة أعلنت الشركة عن نيتها في شرائها حيث تذبذب أداء السهم خلال فترة شرائه لأسهم الخزينة بين الارتفاع والانخفاض متأثرا بتراجع الأسواق العالمية وشهادات الإيداع الدولية للشركة المدرجة في بورصة لندن وهو ما أثر عليه بشكل كبير ودفعه نحو تراجعات حادة ولم تفلح أسهم الخزينة في إنقاذه من الهبوط والركود. وأعلنت أيضا شركة العرفة للاستثمارات والاستشارات عن شراء 5 ملايين سهم خزينة غير أن سهمها تحرك بشكل عرضي متذبذباً بين 1.04 دولار إلي 0.92 دولار بعد إعلان الشركة ولكنه لم يستطع أن يستمر علي هذا الحال لتدفعه تراجعات السوق نحو مستويات دنيا جديدة. ورغم كل العمليات والمحاولات التي اتخذتها الشركات لإنقاذ أسهمها من الهبوط والتوجه بشراء أسهم خزينة غير أن الأوضاع مازالت غير مجدية كما يقول الخبراء جمال نزيه خليفة "رئيس مجلس إدارة شركة جلوبال تريدنج لتداول الأوراق المالية" يري أن لجوء الشركات في الآونة الأخيرة لشراء أسهمها من البورصة فيما يعرف باسم "أسهم الخزينة" وكذلك استغلال الشركات لفترات ضعف الأسواق وهبوط الأسعار في شراء أسهمها من الأسواق لم يفلح في إنقاذها.