في اعقاب الهبوط الحاد الذي ضرب سوق الأوراق المالية وتسبب في انهيار اسعار العديد من الأسهم إلي مستويات متدنية للغاية لم تسجلها منذ ما يقرب من عام لجأت بعض الشركات التي تهتم بالحفاظ علي مستوي اسعار اسهمها المتداولة بالبورصة إلي استخدام عدة بدائل مختلفة لحماية اسهمها ودعمها في مواجهة الهبوط العام للسوق وجاء علي رأس هذه البدائل قيام الشركات بشراء اسهمها عن طريق سوق الأوراق المالية او ما يعرف باسم "اسهم الخزينة" التي يسمح القانون بها من خلال حزمة من الضوابط التي تحكم عملية الشراء. وقررت 3 شركات بعد انخفاضات السوق القوية خلال الاسبوع الماضي شراء اسهم الخزينة حيث أعلنت شركة المجموعة المالية هيرمس القابضة عن رغبتها في شراء حوالي 10 ملايين سهم كأسهم خزينة علي ان يتم تنفيذ شراء جميع الكمية خلال الفترة من الخميس الماضي 15 يونيه الجاري وحتي 15 يوليو المقبل كما أعلنت شركة اوراسكوم للفنادق والتنمية عن عزمها القيام بشراء مليون سهم خزينة خلال نفس الفترة تقريبا وبالمثل قررت شركة القاهرة للاسكان والتعمير شراء 500 ألف سهم خزينة. ومن جانبهم اعتبر الخبراء تصرف هذه الشركات ايجابيا للغاية في مثل هذه الظروف التي يمر بها السوق حاليا لحماية أسهمهم والحفاظ علي اموال حملة الأسهم متوقعين ان تقوم شركات اخري بنفس الاجراء خلال الفترة القادمة خاصة اذا ما استمرت موجهة هبوط السوق فيما اعتبر البعض الآخر ان الشركات التي تحذو مثل هذا الاتجاه سوف تستغل معلومات داخلية للتربح من اسهمها. من جانبه يري نبيل مصطفي سمسار باحدي شركات الأوراق المالية أن الهدف الاساسي من قرار الشركات باصدار اوامر لشراء اسهم الخزينة هو دعم ومساندة اسهمها في حالة الهبوط الحاد الذي قد يصيب سوق الأوراق المالية دون مبرر للهبوط في السعر مثلما يحدث في أوقات الاكتتاب لاسهم بعض الشركات كما حدث في اكتتاب هيرمس مشيرا إلي انها تستطيع ايضا من خلال شراء اسهم الخزينة تحقيق أرباح رأسمالية بعد ارتفاع سعر السهم، مشيرا إلي أن القانون يلزم الشركة بالتخلص من أسهم الخزينة خلال عام من تاريخ الشراء علي اقصي تقدير والا تخفيض رأس المال بقيمة هذه الأسهم. يضيف عويس أحمد سمسار شركة التضامن العربي للأوراق المالية ان اللجوء إلي استخدام سلاح اسهم الخزينة للدفاع عن أسعار الاسهم يتفق مع مقتضيات الادارة الحديثة والتي تضع في المقام الأول الاهتمام بالمستثمر وتحقيق أفضل مكاسب له من خلال الأسهم التي يمتلكها في الشركة واوضح انه في حالة تداول سهم شركة معينة بالبورصة بقيمة أقل من القيمة العادلة للسهم فيجب علي الشركة ان تتدخل لرفع القيمة السعرية للسهم وهو يعتبر تصرفا ايجابيا وفي جميع الأحوال الهدف من شراء أسهم الخزينة هو الحفاظ علي مصلحة العميل واستثماراته. ويشير إلي أنه في الحالات التي تحتفظ فيها الشركة بمدة تزيد علي العام يتم تخفيض رأس المال الشركة وهو الأمر الذي يسمح للمساهمين بتحقيق أرباح أعلي من خلال تخفيض رأسمال الشركة أي انه في حالة خفض رأسمال الشركة بنسبة 10% يتم زيادة ارباح المساهمين بقيمة 10%. كما يري حسام الطاهر العضو المنتدب لشركة العروبة للأوراق المالية ان هدف الشركات من شراء اسهم الخزينة ينقسم إلي شقين الأول هو ان الشركة تري أن السهم مناسب جدا في هذه الفترة للشراء وتستطيع في هذا التوقيت تحقيق مكاسب رأسمالية من خلال المتاجرة في اسهمها ما يدفعها للدخول كمشتر لاسهمها اما الأمر الثاني فهو حماية سعر السهم في السوق وتحقيق الاستفادة القصوي من هبوط سعر السهم وهناك العديد من الشركات التي تتعامل بهذا النظام مثل هيرميس واوراسكوم للفنادق والقاهرة للاسكان. ويري ان هناك فائدة من جميع الجوانب للشركات التي تقوم بشراء اسهم خزينة سواء من ناحية تحقيق مكاسب رأسمالية او للحفاظ علي سعر السهم والقيمة السوقية للشركة ككل.