رسالة الكويت - مصطفي عبدالسلام: وجه الرئيس الأمريكي الاسبق بيل كلينتون انتقادات حادة للادارة الامريكية الحالية التي يقودها جورج بوش فيما يتعلق بملف التعامل مع الازمة المالية الحالية.. وقال ان ترك بنك ليمان براذرز يواجه الإفلاس والانهيار كان قرارا سياسيا، شأنه في ذلك شأن قرار عدم تمويل الشركات الأمريكية العملاقة مثل "جنرال موتورز"، داعيا الإدارة الأمريكية الي اقرار جزء من خطة انعاش اقتصادية لمساعدة الاقتصاد علي النهوض مجددا، وقال كلينتون في ندوة بنك الكويت الوطني العالمية انه لا حل للأزمة المالية الا عبر ضخ مزيد من السيولة في الاسواق المالية لفترة غير محددة حتي عودة الثقة للمستثمرين والمؤسسات المالية، واكد ان الاسواق مترابطة ولا احد بمنأي عن الازمة الحالية التي يلعب فيها العامل النفسي دورا مهما، وقال انه من الخطأ ايقاف المشاريع، فالانفاق الاستثماري الحكومي يسهم في اعادة الهدوء الي الاقتصاد، كما نصح بالاستمرار في تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد علي النفط فقط، فها هو النفط تهبط اسعاره. ووجه الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون حديثه الي الادارة الامريكيةالجديدة حيث اكد ان ادارة الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما ليس امامها سوي ضخ المزيد من السيولة في الاقتصاد بهدف استعادة الثقة من قبل المستثمرين الذين يرون ان الاجراءات المتخذة من قبل ادارة بوش لمعالجة الازمة غير كافية خاصة مع وجود مشاكل حقيقية في النظام المالي الامريكي والاقتصاد الكلي كانت ادارة بوش قد رصدت 700 مليار دولار لمعالجة الازمة الحالية . واوضح كلينتون ان جميع الاسواق حول العالم بحاجة الي استعادة الثقة في المؤسسات المالية الامريكية بعد الانهيارات التي تعرضت لها بصورة ربما كانت فجائية وغير متوقعة بعد سنوات من الازدهار خاصة في فترة التسعينيات. واضاف ان قرارات قمة العشرين الكبري التي اختتمت اعمالها في واشنطن امس الاول وشاركت فيها 20 دولة منها السعودية سعت وبقوة الي وضع معايير للشفافية مؤكدا انه اذا كان احد لا يقبل المساءلة فانه علي الاقل لا بد من وجود نظام شفاف لانتقال الاموال بين الحدود. ولخص كلينتون الوضع الحالي قائلا: ان تريليونات الدولارات اختفت ولا بد من استعادتها وهو الامر الذي يشغل بال الجميع حاليا وهو امر يرتبط اولا واخيرا باستعادة الثقة في المؤسسات المالية حول العالم. واشار كلينتون الي ان احد اهم اسباب الازمة المالية الحالية التي يعيشها الاقتصاد الامريكي التي القت بظلالها علي دول العالم يرجع الي ان 90% من الارباح التي تم جنيها في السنوات الاخيرة ذهبت الي 1% من الامريكيين فقط. أصل المشكلة أوضح ان المشكلة تكمن في ان سنوات الرخاء التي شهدها الاقتصاد الامريكي لم تفلح في ايجاد الكم المطلوب من فرص العمل ولم تحقق الرفاهية للجميع. واشار الي ان الازمة المالية التي يعيشها العالم حاليا تكمن في ان الشرارة الاولي انطلقت كما يعرف الجميع من اكبر اقتصاد عالمي وهو الولاياتالمتحدة مما جعل اثارها السلبية تمتد وبقوة الي مختلف انحاء العالم بسبب الارتباط القوي بين الاقتصاد الامريكي وبين الاقتصادات العالمية. واضاف ان الجميع ايضا يعرف اسباب هذه الازمة التي ترجع الي ارتفاع المخاطر وانتشار الرهونات خاصة فيما يتعلق بإحدي اهم ركائز المعيشة وهي السكن مما ادي الي فقدان الكثيرين لمنازلهم بسبب الرهن العقاري، اضف الي ذلك انخفاض مستوي الشفافية لدي المؤسسات المالية وهو ما ادي الي انهيار الكثير منها ودخول الاخرين في ازمة حقيقية.