وضعت السلطات الأمريكية خطة طوارئ بقيمة 85 مليار دولار لإنقاذ شركة التأمين أمريكان انترناشيونال جروب إيه. آي. جي لتجنب إشهار إفلاسها الذي من شأنه تعميق الاضطرابات في أسواق المال. وتشمل خطة انقاذ إيه. آي. جي قرضا من مجلس الاحتياط الاتحادي بقيمة 85 مليار دولار لمدة عامين مقابل حصة 9.79% من أسهم الشركة ويكون لها الحق في الاعتراض علي توزيع أرباح علي حملة الأسهم العادية في الصفقة التي تحظي بتأييد وزارة الخزانة، وجاءت الخطة بعد يومين فقط من رفض السلطات الأمريكية انقاذ بنك الاستثمار ليمان براذرز مما اضطره لإشهار إفلاسه. وستدفع إيه. آي. جي فائدة تزيد 5.8% علي سعر التعامل فيما بين البنوك في لندن ليبود أي نحو 4.11% بالسعر الراهن. ويعطي ذلك الشركة حافزا كبيرا للبدء في برنامج لبيع الأصول لسداد القرض بسرعة. وقال دانيال فوس وهو مدير التعاملات في السندات ويشرف علي نحو 100 مليار دولار من أصول لوميز ساليز اندكو في بوسطن: "حمدا لله.. إيه. آي. جي منخرطة في أعمال مع العديد من الأشخاص وتمس العديد من الشركات في مختلف أرجاء العالم وهذا يبعث علي الارتياح في العديد من أسواق المال العالمية". وفي الوقت الذي أعلنت فيه صفقة إيه . آي. جي كان بنك باركليز قد أعطي وول ستريت دفعة جديدة فقد وافق علي شراء عدة أجزاء من ليمان براذرز الذي أشهر إفلاسه يوم الاثنين الماضي مقابل 75.1 مليار دولار. ودفعت أنباء صفقة إيه. آي. جي الأسهم الأمريكية للارتفاع بعد ساعات التداول الرسمية في حين ارتفعت أسعار الدولار والنفط وتدعمت أغلب أسواق الأسهم في آسيا. وكانت الأسهم الأمريكية قد انتعشت من أكبر انخفاض لها في يوم واحد في سبع سنوات وسط تكهنات عن صفقتي إيه . آي. جي وليمان. وأعلن أكبر بنك استثمار في أمريكا وهما جولدمان ساكس ومورجان ستانلي نتائج أعمال أقوي من المتوقع. وتحول خطة الإنقاذ دون أن تتجاوز إيه . آي. جي ليمان لتصبح أكبر شركة أمريكية تنهار ويأتي ذلك في أعقاب خطة إنقاذ مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي لشركتي الرهن العقاري فاني ماي وفريدي ماك وبعد ستة أشهر من مساعدة البنك في تمويل بيع بير شتيرن لجيه بي مورجان تشيس. وبصفقة إنقاذ إيه. آي. جي يبلغ إجمالي حجم المساعدات الأمريكية لتحقيق الاستقرار في القطاع المالي وقطاع الإسكان نحو 700 مليار دولار. وقد تستعيد السلطات النسبة الأكبر من هذه الأموال ما لم تواصل أسعار الأصول تراجعها. وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي في بيان انه في ظل الظروف الراهنة فإن انهيار ايه. اي. جي قد يزيد من هشاشة اسواق المال ويقود إلي ارتفاع اكبر في تكلفة الاقتراض مما يخفض من ثروات الاسر ويقلل من الأداء الاقتصادي. وقال مسئول بارز بالبنك المركزي الامريكي إن اتساع نطاق اعمال ايه. اي. جي جعل انقاذها اكثر الحاحا وضرورة من انقاذ ليمان. واطلع الرئيس جورج بوش علي الخطة خلال اجتماع مساء امس الاول ضم بن برنانكي رئيس مجلس الاقتصاد الاحتياطي الاتحادي وهنري بولسون وزير الخزانة وكريستوفر كوكس رئس لجنة البورصة والاوراق المالية الامريكية. وقال شخص مطلع علي شئون الادارة إن الادراة في شركة ايه. اي. جي ستتغير بما فتي ذلك رئيسها التنفيذي روبرت ويلومستاد الذي تولي منصبه منذ ثلاثة اشهر فقط. وقال مصدر آخر إن ادوارد ليدي الذي رأس من قبل شركة اولستيت كورب للتأمين سيعين رئيسا جديدا للشركة. وكانت الشركة تواجه أزمة سيولة بعد ان تكبدت خسائر قدرها 18 مليار دولار في تسعة أشهر فيما يرجع اساسا إلي اوراق مالية مركبة تربتط بالرهون العقارية والتي انخفضت قيمتها مع تعمق أزمة سوق الاسكان في البلاد. وتزايدت شكوك المستثمرين ومؤسسات التصنيف الائتماني في قدرة ايه. اي. جي علي تعويض خسائرها برأسمال كاف اصبح من المكلف بدرجة كبيرة جمعه مع انهيار قيمة السهم. واعتبرت انشطة الشركة المتعلقة بالتأمين علي الحياة وعلي العقارات وضد الحوادث وانشطة تأجير الطائرات في حالة جيدة. ويعمل بشركة التأمين التي تأسست في شنغهاي قبل 89 عاما نحو 116 ألف شخص وتعمل في اكثر من 100 دولة.