هذا الزمان

بلا تعليق

تصلني رسائل كثيرة تتحدث عن آثار الخصخصة وما تركته في حياة الناس سواء العاملون فيها أو الهاربون منها.. كثير من هذه الرسائل تتحدث عن وظائف كانت وانتاج رخيص السعر عالي الجودة.. وهذه رسالة تتناول قصة مصانع الألبان وما حدث فيها والرسالة لا تحتاج إلي تعليق..
الأستاذ فاروق جويدة
بعد التحية
أحب أن أخبر سيادتكم بالتدمير الذي حدث لأكبر مصانع الألبان التابعة للقطاع العام.. وهي شركة مصر للألبان والأغذية التي كانت تمتلك اكثر من تسعة مصانع بالقطر المصري من مصنع كومبو إلي مصنع الاسكندرية "سيكلام" - إلي مصنع الإسماعيلية - الي مصنع كفر الشيخ ودمياط.. وكانت هذه الشركة ضمن منظومة الأمن الغذائي حيث تمد المواطنين بالألبان السائلة التي كان لا يتجاوز سعر الكيلو من الحليب المبستر ال 10 قروش في أكياس بولي ايثيلين ومنتجات الأجبان الطرية، الجبن الابيض كامل الدسم والتي كانت تتعاقد الشركة مع القوات المسلحة لتزويدها بالانتاج من صفائح الجبن الأبيض كامل الدسم إلي جانب انتاج الأجبان الجافة كالجبن الرومي، وكان هناك مصنع المنصورة يقوم بانتاج الجبن الركفور بالطريقة الفرنسية.. الي جانب جميع المنتجات والتي كانت في متناول سعر الرجل الفقير.. "رجل الشارع"، وكنت احد العاملين بهذه الشركة التي كانت الوحيدة في مصر والتي تملكها الدولة.. وجاءت نكبة الخصخصة حيث تم تخيير العاملين اما المعاش المبكر وإما النقل.. وقد تدرجت بالوظائف من اخصائي انتاج حديث في 1976 وحتي وصلت الي مدير ادارة الانتاج بالدرجة الأولي في ديسمبر 1990 حتي تم طردنا او خصخصتنا وتم النقل لاكثر من 113 عاملاً تخصصات مختلفة الي شركة مطاحن شمال القاهرة منذ فبراير 1996 ولا أتحدث عن الدمار الذي لحق بمستقبلي الوظيفي والمحسوبيات في هذه الشركة المنقول إليها حتي أصبحت أحلم باليوم الذي أخرج فيه الي التقاعد.. وهو قريب ان شاء الله تعالي.. وكان ما اتحدث عنه هو الدمار الذي لحق بهذه الشركة العريقة.. حيث جاءني الحنين لأزور الشركة ومصنعي الذي أخذ من عمري وشبابي عشرين عاما وهو مصنع القاهرة بالاميرية "مصنع الايس كريم"، مصنع الجبن المطبوخ.. فهالني ما أصبحت عليه الشركة من دمار وتخريب حيث اغلقت المصانع التي أشرت إليها واصبحت الغربان تعشش فيها اين الماكينات التي كانت تعمل؟ أين العاملون والعمال؟ أين الانتاج؟ من المسئول عن هذا الخراب؟ إلي جانب ان باقي المصانع بالمحافظات التي أشرت إليها تم بيعها بالكامل.. ومراكز التجميع واكشاك البيع.. أين هذا كله؟ هل ما يحدث تعمير أم تدمير؟ ولمصلحة من ما يحدث؟
تحياتي لسيادتكم علما بأنني من المعجبين بكم.. حفظكم الله وسدد خطاكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس زراعي عبدالرحيم علي جعفر