في خطابه الأخير جعل الرئيس الأمريكي جورج بوش سياسته واضحة وهي أنه لا يريد من إنهاء حرب العراق أو الانسحاب منه وأنه ليست لديه خطة أو سياسة بالنسبة لافغانستان رغم مرور سبع سنوات علي غزوه لها. بالنسبة للعراق كل ما قاله إنه سيسحب ثمانية آلاف جندي وأنه ستحتفظ ب 138 ألفا في العراق. كل ما قاله بوش وتبعه المرشح الجمهوري ماكين إن السياسة الحالية مستمرة في العراق، أي احتلاله حتي يتحقق لأمريكا النصر. ولم يضع بوش أو ماكين تعريفا لهذا النصر. لقد انتهي صدام حسين واعترف بوش أو ادعي أن الإرهاب قد انخفض بشدة في العراق. وإذا كان هذا النصر علي الإرهاب صحيحا فلماذا يبقي الجيش الأمريكي في العراق؟ إن هدف بوش من إعلان سحب 8000 جندي أن يبعد العراق عن أن يكون موضوعا في السباق للبيت الأبيض. والغريب في الأمر أن ماكين أيد سياسة بوش لكنه رفض أي انسحاب من العراق. وفي الوقت نفسه فإن زعماء العراق هذه الأيام أبدوا ضغوطا شديدة علي إخلاء العراق من القوات الأمريكية بحلول عام 2011. ويترتب علي هذا أن الجالس في البيت الأبيض سواء كان ماكين أو أوباما عليه أن يضع وبسرعة خطة للخروج من العراق تحفظ ماء وجه أمريكا. وحكومة العراق في الوقت نفسه مصابة بالشلل فالبرلمان العراقي لم يضع بعد قانونا لمشاركة محافظات العراق، وبالذات الأكراد، في عائدات البترول، وأيضا لم يصدر القانون الخاص بإجراءات الانتخابات المحلية، وهو ما يخص الأكراد بالذات. ومشكلة أمريكا الكبري أن بقاء قواتها في العراق يعني أنه لن تتوافر لديها قوات تعزز بها الجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي في افغانستان التي يزداد فيها عنف هجمات الطالبان والقاعدة ضد المحتلين كل ساعة وكل يوم!