من جانبهم أكد رجال الأعمال والمستثمرون أن الشعور بالانتماء قضية فطرية وليست مكتسبة موضحين انهم من أشد الناس انتماء للوطن والدليل علي ذلك تزايد حجم استثماراتهم المستمر، موضحين أن الانتماء غريزة وفطرة في الإنسان لا دخل له فيها، مضيفين انهم ليسوا السبب في تفشي ظاهرة عدم الانتماء. حيث يري محمد المرشدي "نائب رئيس غرفة الصناعات النسيجية" أن رجال الأعمال لديهم انتماء فطري يتنامي مع مرور الوقت نظرا لطبيعة عملهم التي تتطلب وجود انتماء لوطنهم وغيرة علي مشروعاتهم وأعمالهم ومتابعتها واصرار وعزيمة نحو الوصول إلي الأفضل وتقديمه للوطن كنوع من رد الجميل، فكيف إذن يتهمون بأنهم معدومو الانتماء؟ ويضيف المرشدي أن المجتمع حاليا يشهد حالة من غياب المبادئ والقيم التي تعودنا عليها قديما مقابل طغيان الماديات علي كل شيء بالمجتمع ويظهر هذا جليا من خلال المجاملات الاجتماعية التي أصبحت لا تتم من دون أن يكون لها عائد مادي أو مصلحة تنفذ وغيرها من التفاعلات والاحتكاكات البشرية التي باتت تتطلب ممارسات غير مشروعة لكي تنجز فنحن بصدد ظاهرة اجتماعية تستلزم جهود خبراء الاجتماع والاقتصاد لرصدها وبحثها وعلاجها فالمشكلة مشكلة مجتمع وليست مشكلة رجال الأعمال. نافيا أن تكون هناك علاقة بين تحول مصر نحو اقتصاديات السوق الحر وأن يكون هذا سببا لوجود عدم انتماء لدي رجال الأعمال وانهم يراعون مصالحهم الخارجية علي حساب مصالحهم الداخلية، حيث يري أن أي مجتمع مفتوح وناجح فإن ذلك يرجع إلي التشريعات التي تحكمه وتنظم عمله وهذا مسئولية الدولة وليس الأفراد الذين يعيشون داخل المجتمع أياً كانت فئاتهم وتصنيفهم، فالقادر علي ضبط إيقاع المجتمع حكومة قوية تعمل من أجل المجتمع ونترك الشعارات والأغاني التي تندد بالانفتاح والسوق الحر لأنه اتجاه عالمي وكل دول العالم تحافظ علي مجتمعاتها في ظل هذا التوجه. ويتفق مع ذلك الرأي محمد فرج عامر "وكيل لجنة الصناعة بمجلس الشعب ورئيس جمعية مستثمري برج العرب" الذي يري أن المصريين لديهم انتماء لوطنهم مصر بالفطرة وأن أي شخص يقوم بنشاط معين يكسب منه لابد وأن يحافظ عليه وبالتالي فإن ذلك يوجد لديه حالة من الانتماء لعمله ووطنه، فالانتماء شعور شخصي بالدرجة الأولي ورجل الأعمال مواطن مصري عادي جدا مثله مثل أي فئة بالمجتمع فيها الجيد وغير الجيد. مضيفا أن الانغلاق والتقوقع داخل النفس والمجتمع والانعزال عن الآخرين هو ما يؤدي إلي شعور الفرد بعدم الانتماء خاصة إذا ما توافرت بالمجتمع عوامل الطرد من ظروف اقتصادية صعبة وعلاقات اجتماعية مهلهلة وفاسدة وكأن الفساد هو القانون المسيطر، علي عكس ما يؤديه الانفتاح من سهولة ومرونة في التعاملات بين الدول، الأمر الذي يؤدي إلي تحلي الفرد بالانتماء. ويري فرج عامر أن علاج هذا الخلل بالمجتمع يرجع بالدرجة الأولي إلي الإعلام والمثقفين الذين يلعبون دورا حيويا نحو توعية الأفراد بحقوقهم وواجباتهم تجاه أوطانهم وقيادة فكرهم نحو مزيد من الإيجابية، حيث إن رجل الأعمال عليه حقوق والتزامات لابد وأن يوفي بها. ومن جانبها تستبعد ليلي البيلي "عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة ورئيس لجنة المرأة والتجارة بالغرفة ورئيس مجلس إدارة رويال جروب" شبهة عدم الانتماء عن رجال الأعمال لأن المتعارف عليه أن المصريين ورجال الأعمال منهم لديهم انتماء، وتري اننا نشعر بتفاقم هذه الظاهرة في الوقت الحالي نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها المجتمع حاليا والتي ساهمت بانتشار ظاهرة عدم الانتماء، حيث فقدنا الاهتمام بحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، فقدنا الاهتمام بالإحساس بما يحيطنا، لدينا غلاء أسعار ونسبة بطالة مرتفعة وفساد منتشر بكل قطاع ولكن يبقي الانتماء بداخل كل فرد ويظهر عند اللزوم. وتشيد بالدور الاجتماعي الذي يقوم به رجال الأعمال تجاه مجتمعاتهم ومساهمتهم في حل مشكلات المجتمع ومساندة الشباب وتوفير فرص عمل لهم منها ما هو معروف ومنها ما هو غير معلن، فكل هذا يثبت أن لدي أي رجل أعمال انتماء للبلد الذي تربي فيه ولكن هناك مشكلات كبيرة ومعقدة لا يقدر عليها رجال الأعمال وحدهم دون تضافر مجهودات أجهزة الدولة الأخري. وتوضح نائلة علوبة "مسئول لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال" أن الانتماء ليس مجرد لفظ أو كلمة خالية من أي شعور للمعني المقصود واطلاق مصطلح "رجال الأعمال" علي من يمتهنون المهن الحرة وتصنيفهم علي هذا النحو لا يفيد علي الاطلاق فنحن مواطنو بلد واحد علي شرط تبادل المودة والمحبة في تعاملاتنا فيما بيننا ولا نجزئ المجتمع علي أساس فئات كأن نطلق علي البعض رجال صناعة، رجال أعمال، رجال سياسة وهكذا فكل مواطن عليه واجب تجاه بلده فقيرا كان أم غنياً وليس فقط فئة رجال الأعمال المطالبون بأداء هذا الواجب وحدهم.. مشيرة إلي أن مثل هذه الإدعاءات ما هي إلا إشاعات مغرضة مدروسة ومقصودة ولا نسير ورائها حيث إن بلدنا مطمع حاليا يريدون أن يطلقوا الشائعات المخربة التي تنهش في عظام المجتمع وتخلخله وبالتالي ينجحون في الحرب النفسية التي بدأوها، لذا لزاماً علينا أن نتصدي لمثل هذه الممارسات غير المشروعة ونبدأ علي الفور في علاج أي قصور اجتماعي قد يظهر ونكثف من تقديم نموذج القدوة الناجح في المدارس والجامعات ومجالات العمل المختلفة لنعلي من روح الانتماء لدي الشباب، ونحرص كل الحرص علي تعويد الأطفال بالمدارس علي المواظبة علي تحية العلم التي هي النواة الأولي لشعور الطفل بالانتماء تجاه وطنه، نقدم خدمة لنطلب ولاء. ويصف معتز رسلان "رئيس مجلس الأعمال المصري الكندي" حال المجتمع بقوله إن الشعب حاليا أصبح حاقدا علي كل شيء وناقماً علي الوضع المتردي الذي يمر به المجتمع المصري حاليا، لا أحد يشعر أن لديه رأياً يسمع لكي يقوله وبالتالي فلم يعد يهمنا أي شيء مما يحدث وما سيحدث، ليس لدينا اهتمام حتي بانتخاب الرجل المناسب في المكان المناسب، أما علي نطاق رجال الأعمال فللأسف هناك قطاع كبير يشمت لأي مكروه يصيب رجل أعمال ناجح وتتزايد درجة الكره كلما كان رجل الأعمال علي درجة رفيعة المستوي. ويؤكد علي أنه لا علاقة بين انفتاح مصر اقتصاديا وبين أن يكون لهذا تأثير علي عدم وجود انتماء بين أفراد الشعب بل بالعكس رجل الأعمال محتاج أن يسافر للخارج ليطلع علي كل ما هو جديد في مجاله لينمي ويطور من نفسه ليعود بالخير علي الاقتصاد المحلي فكيف يصنف هذا التصرف علي أنه عدم انتماء؟ فكلما كان هناك مزيد من الاستثمارات والمشروعات الكبيرة منها والصغيرة دل ذلك علي انتماء رجال الأعمال لوطنهم وحرصهم علي تطوير بلادهم.