كشفت دراسة بحثية صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن عام 2009 أن الدولة فشلت في احتواء بدو سيناء وتنمية شعور الانتماء لديهم وأن السياسة المتعنتة للسلطة الرسمية معهم ليست في الصالح العام وأنها من العوامل الاساسية لعزلة البدو. أن الشخصية البدوية تعتز بولائها للقبيلة أكثر من الاعتزاز بالوطن نتيجة للعزلة التي أحاطت بها لقرون عديدة. وأوضحت الدراسة التي حملت عنوان: «الانتماء والولاء في الشخصية البدوية» أن المجتمعات البدوية أصيبت بضعف الروح القومية لدي أبنائها لعدم اشباع حاجاتهم الاساسية وعدم احساس النظام بأدني مسئولية تجاههم وذكرت الدراسة أنه ليس من العدل وصف البدوي بالذاتية وعدم الانتماء دون النظر للعوامل والظروف المحيطة به، فنمط الحياة البدوية يشجع علي عدم الانتماء القومي بسبب الترحال المستمر وعدم الارتباط الشديد بالارض، فالرابطة تكون بالافراد الآخرين أبناء القبيلة التي يحكمها نظام صارم ودقيق. وأن شباب البدو يري أن سيناء هي الوطن ويضعونها في مرتبة مساوية للوطن الأم «مصر» وأغلبهم لم يسبق له زيارة «مصر» ولايعرفها إلا من خلال وسائل الإعلام! ويتجسد الوطن لديهم في مفهوم سيئ سواء كان رجال إدارة يسيئون التعامل معهم أو رجال الشرطة الذين يتهمون كل من هو بدوي بالاتجار في المخدرات ويضعونه موضع شك دائم كل ذلك أدي إلي أن ينظر البدو لمصر باعتبارها سلسلة من الاحتلال العسكري لسيناء! وأشار الدكتور أحمد عبدالموجود الخبير بقسم المجتمعات الصحراوية والريفية في المركز إلي ضياع فكرة الانتماء القومي لدي كبار السن من البدو وجيل الوسط الذي قضي فترة من حياته في ظل الاحتلال، والمثير أن البعض منهم يرجع الامتيازات التي يتمتع بها الآن إلي فترة الاحتلال الاسرائيلي ويري آخرون أنهم استفادوا كثيراً في ظل الاوضاع التي سادت وقت الإدارة المصرية.. وأضافت الدراسة إن الاصول القبلية، ولعبت دوراً كبيراً في اضعاف الانتماء والولاء نحو مصر وبدت كعقبة أمام اندماج أبناء المجتمع القبلي وأبناء وادي النيل وندرة مجالات الاحتكاك والتفاعل بين الطرفين.