ماذا يحدث بالبورصة المصرية.. سؤال يحتاج إلي إجابة واضحة ومقنعة من المسئولين قبل المحللين والخبراء خاصة وأن المتعاملين فقدوا الثقة في كل شيء ولم تعد لديهم قناعة بأن ما يحدث طبيعي أو حركة تصحيحية أو حتي هبوط حاد، فما يحدث في البورصة فاق كل التعبيرات التي نستعملها للتعبير عن الحالة المذرية التي يشهدها سوق المال. كيف ولماذا خسر مؤشر البورصة منذ 5 مايو الماضي وحتي اليوم أكثر من 4000 نقطة لنعود أدراجنا إلي أكثر من عام ماضي..؟!، كيف ولماذا تقل مستويات الأسعار إلي أدني من الدونية مع العلم بأن أسعار المنتجات والسلع التي تتطلبها الحياة اليومية للمواطن المصري باتت أعلي من كل التوقعات. ما يحدث في البورصة المصرية يحتاج إلي تفسير واضح من المسئولين ويحتاج إلي وقفة لانهاء المهزلة وإن لم يكن هناك متسع لهذا فإغلاق البورصة هو الحل..!! في 5 مايو لماضي وصل مؤشر البورصة المصرية إلي مستوي قياس وتفاعلت معه أسعار أسهم السوق عندما سجل حينها 11936 نقطة، وفي أقل من ثلاثة أشهر تراجع المؤشر لأدني مستوياته منذ عام وبنسبة اقتربت من 40% من قيمته وبما يزيد علي 4100 نقطة في مسلسل انهيار لم تشهده البورصة من قبل وأحرقت نيران الهبوط الأخضر واليابس خسر المستثمرون أموالهم وباتت البورصة في مصر علي المحك. لو أن ما حدث في البورصة المصرية كان قد حدث في إحدي بورصات أوروبا أو حتي الدول النامية لأقيلت الحكومة برمتها واستبدلت بحكومة جديدة أو علي أقل التقديرات أغلقت البورصة ليوم أو اثنين لاستيعاب ما يحدث من انهيارات ونزيف بالأسعار. حتي هذه اللحظات لم يخرج مسئول يفسر ما يحدث وهو ما دفع مئات المستثمرين للتظاهر أمس أمام مقر البورصة وشركة مصر للمقاصة والحفظ المركزي وشارع الشريفين بوسط القاهرة مطالبين بتدخل مباشر من رئيس الجمهورية لإيقاف المهاترات والخسائر القادمة التي كبدت معظمهم أكثر من 80% من أموالهم. منذ أن بدأت البورصة رحلتها في الهبوط والخبراء والمحللون يخرجون ليدلي كل منهم بدلوه ليفسر ما يحدث، فمنهم من يتوقع مواصلة الهبوط ومنهم ما يفسره بسياسة مالية غير واضحة للحكومة ومنهم من ينسبه لقرارات 5 مايو التي فرضت ضرائب علي أذون الخزانة ومنهم من نسب الانهيار إلي قضية "أجريوم" ناهيك عن تفسيرات ربطتها بتراجع شهادات الايداع الدولية للشركات المصرية في بورصة لندن فضلا عن ربطها بتراجع البورصات العالمية والأزمات السياسية. بكل صدق الحقيقة ليست ظاهرة والرؤية باتت "ضبابية للغاية" والوضع هو الأسوأ منذ أعوام طويلة وقد يكون الأسوأ منذ تدشين البورصة. المؤسسات المالية خرجت طوال الفترة الماضية لتؤكد انتهاء فترة التصحيح عند مستويات الدعم 1050 نقطة ثم 9200 نقطة ثم 8800 نقطة غير أن مؤشر البورصة كسر كل نقاط الدعم ولم يعترف بأي تحليلات أو مؤشرات مالية للشركات المدرجة. في السطور القادمة نسرد بعض الآراء التي تشير إلي أسباب الانهيار الذي يحدث في البورصة وبعض التفسيرات والاجتهادات للخبراء والمحللين.