يواصل "الأسبوعي" تحقيقاته التي بدأها علي مدار الأسبوعين الماضيين حول كيفية ضمان عدم تعارض المصالح بين أصحاب المناصب العامة وأعمالهم في مجال البيزنس، وفي هذا التحقيق نتعرض لأشهر حالات أصحاب المناصب من رجال البيزنس وكيف تنظم التشريعات الغربية هذه المسألة، وكيف يمكن تطبيق هذا الفكر في مصر. وتعدأمريكا أحد بلاد العالم الجديد وحضارة تقوم علي البرجماتية والاهتمام بكل ما هو عملي و"ينفع" وهي من أكثر دول العالم التي يتولي فيها مناصب سياسية ممن كان لهم دور بارز في عالم الأعمال، فالرئيس الحالي جورج بوش الابن كان يعمل في مجال النفط قبل توليه الرئاسة فقد كان شريكاً والرئيس التنفيذي في شركات "كاربستو" للطاقة و"سبكتروم" و"هاركن" للطاقة وبجانب مجال الطاقة كانت له حصة في "تاكسس رنجرز فرانشيز" للبيسبول وكان مديرا عاما مشاركاً لمدة 5 سنوات حيث قاد مشروع الفريق وكان عادة ما يحضر المباريات ويفضل الجلوس في أماكن تجمع المشجعين المفتوحة وهذه الحصة جلبت له ببيعها في عام 1998 أكثر من 15 مليون دولار. ونائبه ديك تشيني أيضاً كانت له صلة بمجتمع الأعمال ففي عام 1993 انضم إلي معهد الشركات الأمريكية، ومن عام 1995 إلي 2000 كان الرئيس التنفيذي ل "هاليبرتون" للطاقة ويشير المحللون إلي أن منصبه في "هاليبرتون" ساهم بشكل كبير في تكوين ثروته التي تتراوح التقديرات بشأنها ما بين 30 مليونا و100 مليون دولار. وعلي مدار تاريخه الحافل تنوعت مسئوليات روبرت جيتس وزير الدفاع الحالي بين المناصب السياسية والاقتصادية فقد كان عضواً في مجالس إدارات شركات عدة مثل "بينكر" الدولية في مجال المطاعم و"باركر دريلنج" العاملة في مجال البترول و"ساينس ابليكيشن انترناشونال" في المجال الهندسي والتكنولوجي. وكذلك دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأسبق كان له تاريخ طويل مع القطاع الخاص فمن عام 1977 إلي عام 1985 تولي عدة مناصب قيادية لشركة دوائية دولية اسمها "جي دي سيلاري اند كومباني" كما عمل مدير "جيلد ساينسيس" وتولي منصباً بشركة "راند كوربريشن"، هذا إضافة إلي عضويته لمجلس إدارة شركة "آي بي بي" من عام 1990 إلي 2001 وهي شركة هندسية أوروبية عملاقة مركزها في زيورخ. أما السيدة الأشهر في الولاياتالمتحدة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية فقد كانت قبل تولي المنصب رئيسة لجنة "شيفرون" للسياسات العامة وكانت عضواً بمجلس إدارة شركة "كارنيجي" وشركة "شارلز شواب" و"هيويلتر باكارد" و"راند كوربريشن" و"ترانساميريكا كوربيشن" ومنظمات أخري. أوروبا والبيزنس وبقدر ما يشيع تولي المناصب العامة لمن اتوا من خلفيات البيزنس للمناصب في أمريكا إلا أن الأمر يختلف في أوروبا فالرئيس الفرنسي الحالي نيكولاي ساركوزي تولي مناصب عامة سابقة كتولي وزارة الداخلية ووزارة المالية وقدرت مدخراته ب 2 مليون يورو ويتقاضي أجراً سنوياً حالياً يقدر ب 000.101 يورو. قد يختلف الأمر في إيطاليا فرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي تقدر ثروته ب 4.9 مليارات دولار أمريكي يعده المحللون من امبراطوري بيزنس الإعلام في إيطاليا، حيث أسس في عام 1978 مجموعة "فين انفستمنت" الإعلامية، ومن أبرز أصوله الحالية شركة "ميديست" الإعلامية التي تدار من قبل "فين انفستمنت" ثلاث قنوات محلية تستحوذ علي نصف المشاهدة المحلية بإيطاليا، وكذلك وكالة "بوبل" إيطاليا وكالة الإعلان الرائدة بإيطاليا ويمتلك أيضاً أكبر دار نشر إيطالية إلي جانب شركات توزيع الفيديو واستثماره في قطاع التأمين والبنوك، كما يمتلك بيرلسكوني النادي الشهير "آي سي ميلان". اتهامات لبيزنس السياسيين ودخول الساسة في الغرب في أعمال الاستثمار كثيراً ماكان مثاراً للجدل ففي إيطاليا كانت هناك انتقادات لشركة "فين انفستمنت" و"ميدست" سالفتي الذكر لمنافستهما للشبكة الحكومية "آر ايه اي". وتاريخ بوش وتشيني في استثمارات النفط يثير الشكوك حول الأسباب الحقيقية لاحتلال العراق، كما أثيرت الشكوك من قبل حول بوش الأب ووصول عقود تشغيل شركات في الخليج إلي حوالي 3 مليارات دولار بعد أقل من سنتين من تركه البيت الأبيض. بل إن البعض يرجح أن مصالح عائلة بوش في السعودية هي التي جعلته يوافق علي ترحيل عدد من الشخصيات السعودية المنتمية للعائلة الحاكمة علي طائرة خاصة بعد هجمات سبتمبر.