هذا ليس عنوانا لفيلم يعرض في دور السينما، ولكنه تصوير لواقع نعيشه نحن شعب مصر الطيب.. والكريم، الذي قدم الحضارة والمعرفة لشعوب العالم أجمع ولكن غدر الزمان جعله شعبا منبوذا بين الجيران من دول أوروبا خصوصا التي تسمي بدول "شنجن" "لعنها الله ولعن من يمثلها من مصر"التي قدمت الخير للدنيا كلها..! الإذلال.. والهوان يتعرض لهما أي مواطن مصري تضطره الظروف للسفر إلي هذه الدول الملعونة مهما كان صاحب مركز اجتماعي أو كان أحد أثرياء مصر، فالأمر سيان عندهم.. الإذلال والهوان يبدآن منذ اللحظة التي تفكر.. مجرد تفكير في السفر إليها بداية من تحديد موعد للحصول علي التأشيرة التي تتيح لك دخول الجنة المسماة دول ال "شنجن".. مرورا بدفع قيمة وثيقة تأمين ضد الحوادث خوفا من تعرضك لحادث وأنت في الجنة وإذا وقع لك حادث لاقدر الله فإنهم غير مسئولين عن إنقاذك ذلك منصوص عليه في طلب الحصول علي التأشيرة ثم تقوم بتسديد قيمة التأشيرة في أحد البنوك التي يحددونها بمعرفتهم وتنتظر إلي أن يخطروك بموعد المقابلة الشخصية ويحصلون علي بصمة أصابعك.. وصورة لعيونك السوداء.. ويتم إرسال كل هذه الأوراق والمستندات إلي إدارة الأمن في "الشنجن".. ولا يعرف أحد بالضبط متي تأتي موافقة إدارة الجنة آسف أقصد شنجن علي دخولك ويحددون لك مدة الإقامة لديهم، نسيت أن أقول بأن عليك أن تبلغهم بموعد سفرك بالضبط وعلي أي شركة طيران.. وفي أي فندق ستقيم ويكون وتكون إقامتك مؤكدة لأنهم سيتأكدون من الفندق من هذه المعلومة وإذا كنت تنوي الإقامة طرف أحد الأصدقاء أو الأقارب فسوف يتم استدعاؤه للتأكد من صدق كلامك.. وهكذا إلي أن تلغي فكرة السفر من الأساس وتقسم بالله مانت مسافر مهما كانت أهمية سفرك.. وفي هذه الحالة سوف تقوم السفارة بعدم رد أي مبلغ حصلوه من المسافر.. وهي في نظري عملية نصب في نصب..! وإذا أردت أن تتحقق من هذه المعومات، اذهب إلي مقر القنصلية الفرنسية علي سبيل المثال وسوف تجد طابورا طويلا.. طويلا وبعدها تدخل إلي شبه مغارة.. أو مخزن حيث لا يوجد أي شباك أو تهوية إلي أن تحصل علي الرضا السامي من موظف القنصلية ويراك.. وهو في رأيي أسود يوم مر علي في حياتي كلها..!! إنني أرجو معالي وزير خارجيتنا الرجل الفاضل أحمد بك أبوالغيط أن يوقف هذه المهزلة والمهانة والإذلال الذي يتعرض له إخوته من مواطني مصر وأتساءل بسذاجة عما إذا كان يوجد ما يسمي في العرف الدبلوماسي المعاملة بالمثل؟! وختاما أرفع يدي إلي السماء قائلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!