المراقب للسوق المصري يلاحظ اتجاها ملموسا للتوسع الاقليمي في أسواق المنطقة، وتعد أسواق شمال افريقيا ضمن أبرز هذه الاسواق، لذا ركزنا عليها في هذا التحقيق في محاولة لاستكشاف فرص الاستثمار فيها والتوقعات باستدامة نموها الاقتصادي ولاشك أن الاسواق الناشئة بشمال افريقيا هي فرصة لأي مستثمر يبحث عن زيادة أرباحه هذا هو ما تخبرنا به تقارير عدة من أحدثها تقرير دويتش بنك الصادر الأيام الماضية وهو استطلاع رأي يرصد رؤية المستثمرين للاقتصاد الدولي والصناعات البديلة واتجاهات الاستثمار في 2008 و2009. وهو التقرير الذي يصدره البنك بصفة دورية منذ عام 2002 وشارك فيه هذا العام 1000 مشارك من أكثر من 500 شركة من 29 دولة من أوروبا وأمريكا وآسيا، وعلي الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أدرجت لأول مرة في هذا التقرير في استطلاع الرأي حول التوقعات بالأداء الاقتصادي للمناطق المختلفة في الفترة القادمة إلا أن أسواق المنطقة خطفت الأضواء باحتلالها المرتبة الأولي بتوقع المستثمرين لها كأفضل أداء بين كل المناطق وقال المشاركون في الاستطلاع ممن لهم استثمارات في المنطقة انهم لا ينوون تقليل استثمارتهم بل وكشف حوالي ثلث المشاركين في الاستطلاع عن أنهم ينوون زيادة استثماراتهم في المنطقة. توقعات الربحية هي إذاً منطقة ترتفع فيها توقعات الربحية وهو ما نري آثاره علي الواقع في استمرار إعلان عدد من الشركات المصرية الكبري التوسع اقليميا في المنطقة ككل وأسواق شمال افريقيا علي الأخص بدءاً من مجموعة أوراسكوم حيث بادرت أوراسكوم تيليكوم بإنشاء شبكة للمحمول في الجزائر وأخري في تونس وكذلك أوراسكوم للإنشاء باتجاهها لإنشاء مصنع للاسمنت في الجزائر وآخر للأسمدة وقامت بالعديد من عمليات الانشاء في الجزائر وتستهدف الشركة تنمية هذا النشاط في شمال افريقيا وفي مجال الإنشاء أيضا توسعت أسيك القابضة للاسمنت بدخولها السوق الجزائري واتجهت أيضا مجموعة عز إلي الجزائر بإنشائها مصنعاً للحديد والصلب هناك وهناك أخبار عن عروض مغربية علي عز لإنشاء مصنع آخر في المغرب. واتجهت أيضا مجموعة السويدي إلي شمال افريقيا من خلال تأسيس مصنع للكابلات في الجزائر، كما اتجهت شركة باكين لإنشاء مصنع للبويات في ليبيا، هذا بجانب استثمارات مصرية أخري كشركات العرب وبتروجيت ولا تخلو تصريحات العديد من المستثمرين حول نواياها للتوسع بشكل أكبر في شمال افريقيا في الفترة القادمة كجزء من استراتيجية التوسع الاقليمي ورغبة في أن تكون مجموعاتهم الاستثمارية ضمن التكتلات الصناعية الدولية الكبري. السر.. في "الطاقة" ووسط هذا السيل من التدفقات النقدية المتجه إلي شمال افريقيا يصبح السؤال حول أسباب النمو الاقتصادي الحالي في هذه المنطقة والتوقعات المستقبلية بشأنه؟.. ريهام الدسوقي كبيرة الاقتصاديين ببنك الاستثمار الاقليم يبيلتون فاينانشيال حاولت أن تجيبنا علي هذه الاسئلة حيث قالت لنا إن أسواق شمال افريقيا لديها دوافع للنمو مشابهة لدوافع النمو في السوق المصري من حيث نمو الطلب المحلي والمصاحب للنمو السكاني والخروج من مرحلة التباطؤ الاقتصادي والانفتاح علي الاسواق العالمية وهو ما يضمن لهذه الاسواق فرصة كبيرة للنمو علي المدي المتوسط . وتفسر الاتجاه القوي للاستثمارات في قطاعات الاتصالات والإنشاء والصناعات الغذائية والبلاستيك ومواد البناء بأن هذه القطاعات عادة ما تكون نشطة في بداية انفتاح أي سوق وهي المرحلة التي تمر بها أسواق شمال أفريقيا خاصة السوق الليبي والسوق الجزائري ولافتة إلي أن هذه الاسواق تتسم بانخفاض متوسط الأعمار في ظل بداية عملية الاصلاح والانفتاح الاقتصادي وهو العامل الديموجرافي الذي يرفع من حجم الطلب بهذين القطاعين وفي نفس الوقت يواجه قطاع الاتصالات والإنشاءات ومواد البناء منافسة قوية في السوق المحلي أقوي منها في سوقي ليبيا والجزائر لأن السوق المصري سبقهم في الاصلاح لذا فيكون التوسع اقليميا للمصانع المصرية في هذه المجالات فرصة لتحقيق مستويات أعلي من الربحية وتشير إلي أن أسواق شمال افريقيا مازال بها امكانية لاستيعاب تدفقات استثمارية أكبر في الفترة القادمة علاوة علي أنه مع تطور الاصلاح فيها ستكون هناك فرصة أفضل للتوسع في استثمارات الخدمات والاستثمارات الصناعية والزراعية.