مع بداية إنشاء المدن الجديدة وانتشار الفيلات السكنية ازدهر عمل الشركات المتخصصة في بناء وصيانة حمامات السباحة، وأصبح وجود البحيرات الصناعية التي تحيط بها الخضرة وملاعب الجولف من أهم وسائل الجذب التي تحث علي الشراء والاستثمار في تلك المناطق المتميزة. بالرغم من أن السباحة من أهم الرياضيات التي يمكن أن يمارسها الإنسان كي تساعده علي الاسترخاء والارتياح النفسي بل هي إحدي الطرق العلاجية عند كثير من الأطباء فإنه يجب أخذ الحيطة والحذر باعتبار ان أحواض السباحة مفتوحة للجميع وقد تكون وسطا معديا حذر منه العديد من أطباء الجلدية والتناسلية والأنف والأذن من احتمال الاصابة بأمراض عديدة مشددين علي ضرورة التأكد من نظافته وتجديد مياهه يوميا. واستنادا إلي تقرير للأمم المتحدة فإن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي بعد أن تراجع نصيب الفرد من المياه إلي 800 متر مكعب في السنة وأوضح تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار مؤخرا انه في حال ثبات متوسط عدد أطفال الأسرة عند 3 أطفال حتي عام 2030 فسيبلغ نصيب الفرد 468 مترا مكعبا فقط من المياه محذرا من ان توفير مياه الشرب للبشر والحيوانات في هذه الحال سيأتي علي حساب الزراعة مما سيتطلب وقف برامج استصلاح الأراضي الصحراوية وهنا نتحول إلي خطر الأمن الغذائي الذي يتهدد حاليا دولا نامية. فهل نملك رفاعية إهدار المياه في ملء حمامات السباحة وإنشاء البحيرات الصناعية في حين تعاني كثير من المناطق من نقص حاد في مياه الشرب خاصة في فصل الصيف؟ مسئول بمرفق مياه الشرب القاهرة الكبري رفض ذكر اسمه يؤكد ان الهيئة تهتم بالدرجة الأولي بتوفير مياه الشرب الأساسية للمواطنين وإنه -حسب قوله- تم افتتاح خط جديد للمياه لتوفير 200 ألف متر مكعب لمدينة العبور والشروق والقاهرةالجديدة لتوفير جميع احتياجات المواطنين ومن يريد الحصول عليها للأغراض الترفيهية فعليه أن يدفع المقابل بعيدا عن الدعم الذي توفره الدولة لمياه الشرب والذي يتم تقسيمه إلي شرائح بحسب الاستهلاك فسعر ال20 مترا الأولي 23 قرشا للمتر والذي يستهلك 40 مترا يتم حسابه بسعر 25 قرشا للمتر وما يزيد استهلاكه علي 60 مترا يتم محاسبته بسعر 35 قرشا للمتر، أما من يستهلك المياه في أغراض ترفيهية فيتم محاسبته بسعر تجاري وتستخدم النوادي عدادات خاصة لحمامات السباحة بسعر 160 قرشا للمتر مياه وصرف صحي. الحمامات والبحيرات ويؤكد المسئول انه إذا لاحظ كشاف عداد المياه زيادة استهلاك احدي الوحدات السكنية الخاصة من المياه بشكل كبير ولم يتم الابلاغ عن وجود حمام سباحة فيتم حساب مياه الفيلات بأكملها بالسعر التجاري إلا إذا قام العميل بتركيب عداد خاص بحمام السباحة. أما البحيرات الصناعية التي يتم انشاؤها في المناطق السكنية الجديدة فيؤكد المسئول ان مرفق المياه لا يتعامل مع الشركات ولكن مع جهاز المدينة الذي يحدد احتياجات المدينة السكنية من المياه فيوفرها له بأسعار تتدرج بحسب الاستهلاك وفي اعتقاد المسئول ان الشركات توفر مياه البحيرات الصناعية بدق طلمبات مياه تضخ مياها جوفية من باطن الأرض ولا تستخدم مياه الشرب.