أكد منتجو الصناعات الغذائية أنهم بالفعل بدأوا في جني خسائر تراجع الدولار أمام اليورو ومنذ عدة أشهر وتوقعوا أن تواصل الخسائر خلال الفترة القادمة وأنها ستطال 20% من العائد وهو أمر ينذر بالدخول في دائرة مفرغة في هذا القطاع الذي يعاني من ارتفاع حاد في أسعار المواد الخام منذ منتصف العام الماضي. من جانبه أكد فتحي كامل عضو غرفة الصناعات الغذائية وصاحب شركة جرين لاند أن قطاع الصناعات الغذائية يقع بين طرفي كماشة تؤدي إلي اختناقه حيث إننا نعتمد في استيرادنا للمواد الخام علي اليورو والذي ارتفعت قيمته بصورة كبيرة وبالتالي أدي إلي زيادة التكاليف الخاصة باستيراد المواد الخام أما الطرف الآخر للكماشة فهو أسواق التصدير والتي تعتمد بصورة كبيرة في قطاع الصناعات الغذائية علي أسواق الدول العربية وهي دول مازالت صفقات تصديرها مقومة بالدولار الأمر الذي يقلل من فرص التصدير بسبب ارتفاع تكاليف التصدير وهو ما يجعل الخسائر والاضرار أكبر بالنسبة لمستثمري هذا القطاع. أضاف كامل أنه ينصح أي مستثمر إلي ضرورة تنوع الاسواق التي يتم التصدير إليها وعدم قصرها علي سوق بعينه لتحجيم المخاطر نظرا لتنويع العملات وثبات قيمة المحفظة المالية للشركة بحيث إن النقص في قيمة الدولار يعوضه الزيادة في قيمة اليورو وتدريجيا بالاتفاق مع المستوردين ونحاول تلبية التزاماتنا لدول الدولار حتي لا نفقد الاسواق ويصعب دخولها مرة أخري حينما يعاود الدولار ارتفاعه. خسارة مزدوجة ويضيف محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمري برج العرب بأن انخفاض الدولار يمثل كارثة للمصدرين خاصة للسوق الأمريكي وضمنا بالنسبة للسوق الأوروبي الذي يشترط بعض عملائه التعامل بالدولار وليس اليورو ويوضح أن حجم الخسائر التي سيصاب بها المصدرون المصريون لن تقل عن 15% إلي 20% علي الأقل لأن العائد سينخفض من جانب في حين سترتفع الخامات المستوردة من السوق الأوروبي من جانب آخر. ويوضح عامر أن المصدرين المصريون سيواجهون منافسة ضارية خاصة من المصدرين في الدول التي لديها امكانيات المواد والخامات بسعر رخيص فهي ستنافس في الاسواق وستجني أرباحا طائلة عكس ما يحدث بالنسبة للمصدر المصري الذي يصدر لمعظم دول العالم بالدولار. وبالنسبة لاسعار السلع بالسوق المحلي فيري محمد فرج عامر أنها ستظل مرتفعة نتيجة لارتفاع اليورو وأيضا ارتفاع أسعار الخامات مشيرا إلي أننا في مرحلة عدم اتزان فالمستهلك يخسر والمصدر يخسر نتيجة لتقلبات الاسواق التي تسبب الخسائر وتأكل أرباح المصدرين. الارتفاعات القادمة ويتفق معهما في ذلك أحمد العبد عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف التجارية ورئيس شعبة التسالي بغرفة القاهرة ويري أن الاسعار الحالية للخامات المستوردة ستظل كما هي مشيرا إلي ان بعض المستوردين سيقومون برفع الاسعار تدريجيا لبعض السلع الضرورية كالزبد واصناف الياميش والزيوت المستوردة إلي غير ذلك. ويؤكد فتحي عزام رجل اعمال في مجال الاستيراد والتصدير أن العائد من الحصيلة الدولارية سينخفض لان الجنيه اصبح ب 5.46 بدلا من 5.70 مشيرا إلي ان بعض المصدرين حاولوا بيع سلعهم باليورو ولكن الاسواق الأوروبية ترفض ذلك وتفضل ان يكون التعامل بالدولار. ويوضح عزام ان المشكلة الاكثر خطورة الآن بالنسبة للمصدرين والمستورين هي ارتفاع الاسعار للخامات وليس الارتفاع أو الانخفاض في العملات ويصف هذه الارتفاعات بأنها غير مسبوقة وستؤثر علي الواردات والصادرات علي حد سواء نتيجة لزيادة تكلفة الانتاج اكثر من 50% عن العام الماضي فقط.