المهندس عمرو حسني العضو المنتدب لشركة تنمية الصعيد يبلغ من العمر 52 عاما، يتحلي بالاصرار والحماس الذي يشعرك بالاطمئنان لما هو ماض إليه.. استطاع في فترة قصيرة ان يصل إلي عقول وقلوب المستثمرين في الصعيد، حتي تمكن من معرفة ما يدور بداخلهم وما يواجهونه من مشاكل وتعهد لهم أن يقدم الحلول كاملة والمساندة طوال وجوده في مركز المسئولية. من وجهة نظره أن الاستثمار العقاري الفاخر في الصعيد ليس له زبون، وان وصول سعر متر الأرض إلي 20 ألف جنيه كارثة كما يري ان تدخل الدولة لوضع قوانين لحماية الأراضي من المعتدين عليها تحت ستار وضع اليد أمر يحتاج إلي اجراء حاسم، وقال في حواره مع "الإسبوعي". قال إن حل المشاكل المستثمرين في الصعيد لن يستغرق شهوراً وأن حجم الاستثمارات خلال 5 سنوات سيصل إلي 2 مليار جنيه، وان المواطن في الصعيد يثق بثمار ذلك، إلا أنه أوضح ان الصعايدة لن يشعروا بثمار التنمية قبل مرور 5 سنوات. ربما كان في نبرة صوته كثير من التفاؤل بمستقبل افضل للاستثمار في محافظات الصعيد، وان كان لذلك ما يبرره من مقومات طبيعية وبشرية قد لا تجدها في مناطق اخري، علي حد وصفه. قال ان الاستثمار في الصعيد مازال يعاني مشاكل نقص الخبرة وضعف الدراسات الفنية للمشروعات والافتقار للتمويل وهذه عقبات كانت سببا في عدم دفع عجلة التنمية في الصعيد وسوف تلعب شركة تنمية الصعيد دور الطبيب النفسي الذي يرصد حالة المريض ويذهب إليه كي يعالجه، لان المريض نفسه لابد ان يكون مقتنعاً بمرضه حتي يعرض حالته علي الطبيب المعالج، وهذا لن يحدث. التصريحات والواقع هنا أقاطعه قائلا: ولكن ما الاضافة الحقيقية التي يمكن تقديمها، فمنذ قرون عديدة نستمع إلي تصريحات وردية عن التنمية في الصعيد، الا ان الدولة تدور في حلقة مغرغة بلا فائدة. انتظر قليلاً وأجاب ضاحكاً الشركة تأخرت أكثر من 50 عاماً، فلو تم تأسيسها منذ ذلك الحين لتغير الوضع الآن في محافظات الصعيد الثمانية. فالشركة علي حد قوله أسست برأسمال يبلغ 100 مليون جنيه وهو رأس مال عام بنسبة 100% ولكن بفكر ادارة القطاع الخاص في سرعة التحرك والانجاز والشركة دورها هنا البحث عن فرص الاستثمار والمساعدة في تحويل الافكار والمعلومات لدي المستثمرين في الصعيد إلي واقع بعد دراسة متأنية للمشروع، والعمل علي تمويله، إلي أن تقف مثل هذه المشروعات علي قدميها فيكون بعدها التخارج من المشروع وقد تستغرق فترة التخارج ما بين 3 إلي 7 سنوات. المشروع القديم * سألته لكن اي شركة تنشئ في العالم تهدف إلي الربح، واعتقد انكم قد تصبحون كذلك؟ ** أجاب "حسني" فكرة تأسيس الشركة جاءت مستوحاة من هيئة التمويل الدولية وهي أحد فروع البنك الدولي ومن هذا يتبين اننا لسنا شركة تجارية هدفها الربح، وانها تقديم العون والمساعدة للمستثمرين. ويظهر هنا سؤال كان وليد اللحظة.. فقد كان المهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان الأسبق وهو في مركز المسئولية قد وضع خطة لتنمية الصعيد من خلال اعتزامه انشاء جهاز لتنمية الصعيد، ولكن لم ير هذا الجهاز النور وسقط في دائرة النسيان. لم أجد اجابة واضحة من عمرو حسني فقد كان كل ما قاله اننا نقدم كشركة الحلول غير التقليدية، فالمعتاد هو ان المستثمر المتعثر يلجأ إلي أصحاب الخبرة حتي يعرف كيف يواجه مثل هذه المعوقات، أما نحن فنذهب إلي هذا المستثمر في عقر داره نمد له يد العون والمساعدة للخروج من هذه المشاكل وهناك فرق كبير بين الاثنين. واذا كان البعض يري أن تنمية الصعيد أمر صعب، وبعيد المنال فإن المهندس "حسني" له رأي آخر في هذا الشأن، وهو أن هناك بعض المشروعات الصغيرة التي كان يرفض البنك تمويلها دفعتنا علي حد قوله إلي انشاء شركة جديدة هي شركة التأجير التمويلي برأسمال 20 مليون جنيه بمشاركة إحدي الشركات الكبري المتخصصة في نفس المجال، حيث تمتلك 20% ، و20% للشركة المشاركة والنسبة الباقية للبنوك وبعض المؤسسات والهدف منها دعم المشروعات الصغيرة التي يصل رأس المال فيها إلي 200 ألف جنيه او اقل والتي لا تلتفت إليها البنوك وترفض تمويلها لضعف هذه المبالغ، وهنا علي حد قوله تتولي شركة التأجير التعامل مع البنوك بحيث تقوم بتمويل المستثمرين، والتعامل معهم بعيدا عن هذه المؤسسات المالية، وتتعامل شركة التأجير في البداية مع المستثمرين بحذر، فاذا قام المستثمر بعملية السداد بانتظام فانه بعد فترة لا تقل عن 4 سنوات سيحصل علي مزايا كثيرة، وسيقدم له العون من الشركة.