في الوقت الذي يثير تباطؤ الاقتصاد الامريكي قلق العالم اجمع مما اثر سلبيا علي اداء اسواق المال الامريكية والتي اثرت بدورها علي اسواق اوروبا والشرق الاوسط .. الا ان البعض يري ان هذا التأثير السلبي مؤقت حيث انه من المتوقع علي المدي المتوسط والطويل ان يتحول هذا التأثير السلبي الي ايجابي نظرا لجاذبية الاسواق الناشئة وبالتالي اعادة ترتيب المحافظ العالمية ليتوجه الجزء الاكبر منها الي مصر بصفة خاصة . يؤكد علي الطاهري عضو مجلس ادارة شركة بلتون فايننشال -ان الاقتصاد الامريكي يمر بمرحلة حرجة لظروف عديدة متوقع ان تؤدي به الي التباطؤ ليحقق معدلات نمو تتراوح بين 2 % الي 3% خلال العام الحالي .. هذا في الوقت الذي تحقق فيه اقتصاديات ناشئة معدلات نمو تتراوح بين 6 % و10 % .. وهذا بالطبع عامل جذب للمؤسسات المالية العالمية لان الارباح التي يمكن ان تحققها من الاستثمار في الاسواق الناشئة اضعاف ما يمكن تحقيقه في الدول المتقدمة . واضاف ان راس المال يبحث عن العائد الاعلي والمخاطرة الاقل وهذا يتوافر في كثير من الاسواق الناشئة وبوجه خاص في مصر التي تمكنت في السنوات الاخيرة من توفير البيئة الملائمة والمناخ الجاذب للاستثمار . وحول التراجع الذي شهدته البورصة المصرية مؤخرا بسبب خروج بعض المستثمرين الاجانب اكد الطاهري انه لا يمكن ان نرصد ان التراجع الذي شهدته البورصة المصرية كان بسبب خروج المستثمرين الاجانب .. فالسوق المصري شهد ارتفاعات متواصلة ولفترات طويلة وكان لابد من حدوث تصحيح تصادف مع تراجع الاسواق العالمية بفعل ازمة الرهن العقاري الامريكية مما عمق من التراجع .. ولكن هذا لا يعد خروجا للاجانب من السوق المصرية لان الاقتصاد المصري يحقق معدلات نمو مرتفعة وهناك فرص جيدة للاستثمار وتحقيق عوائد مرتفعة . واشار الي ان هناك عوامل جاذبة للاستثمار ليس في مصر فقط ولكن في منطقة الشرق الاوسط بصفة عامة وهذا عامل اساسي للشركات والمؤسسات المالية العالمية لضخ اموال جديدة في المنطقة كما ان المنطقة العربية لديها فوائض نقدية نتيجة ارتفاع اسعار النفط وهذه ايضا مؤهلة لدخول السوق المصرية لتعدد وتنوع فرص الاستثمار والعوائد المرتفعة المرتقبة منها . واكد انه في ضوء ذلك قررت بلتون للاستثمار افتتاح مكتب لها في الولاياتالمتحدةالامريكية ليكون هناك تواصل دائم مع المستثمرين هناك وعرض الفرص الاستثمارية عليهم بشكل مباشر .. فالظروف التي يمر بها الاقتصاد الامريكي يعد عاملا اساسيا لتخصيص المؤسسات المالية الاميريكية جزء اكبر من استثماراتها للاسواق الناشئة ومنها مصر . واشار الطاهري الي انه بنظرة بسيطة نري ان الاستثمارات الأمريكية استحوذت علي نحو 55 في المائة من إجمالي حجم الاستثمارات الاجنبية الوافدة الي البورصة المصرية لتصل الي نحو 5ر4 مليار دولار من إجمالي 8 مليارات دولار هي تدفقات الاستثمارات الاجنبية خلال العام الماضي 2007 بدون حساب صفقات الاستحواذ المباشر التي نفذت من خلال البورصة لذلك دعونا الي نيويورك نحو 15 شركة من اكبر الشركات المدرجة في البورصة المصرية تصل قيمتها السوقية نحو 64.1 مليار دولار امريكي لتمثل بذلك نحو 55 % من رأسمال السوقي لبورصة مصر بهدف إلقاء الضوء علي فرص الاستثمار في تلك الشركات .