البحث عن الطاقة مازال هو الهدف الذي يسيطر علي أجندة حكومات دول العالم هذا العام فالطاقة التقليدية من نفظ وفحم وغاز وكهرباء لم تعد هي الوسيلة المثلي لغالبية دول الغرب المتقدم فمن المتوقع خلال هذا العام ان تجدد دول أوروبية الثقة في مفاعلات الطاقة النووية خصوصا في ظل الارتفاعات المستمرة لأسعار النفط التي تجاوزت المئة دولار للبرميل. فمن المتوقع حسب صحيفة الاندبندنت أن تقرر بريطانيا تأييد جيل جديد من محطات الطاقة النووية بما يزيد الزخم المتصاعد للطاقة الذرية كجزء من الحل لمشاكل الطاقة في العالم. حيث ستقلد بريطانيا ما تقوم به بالفعل دول مثل فرنسا وفنلندا علي بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية وبدأت شركات في الولاياتالمتحدة تقدم طلبات للحصول علي تراخيص لتشغيل محطات نووية داخل القارة الأوروبية. وقالت انه حتي إذا لم تصدر موافقة حكومية فلا يوجد من الناحية النظرية ما يمنع اقامة محطات نووية جديدة في بريطانيا. مشيرة إلي ان ما يحتاجه المستثمرون فقط هو بعض التأييد الحكومي واثبات أن عوائق التخطيط سيتم التغلب عليها. وقال أليستير سكريمجور من ديلويت إن دور الحكومة في جوهره هو التيسير. وأضاف أن ما يهم في بريطانيا هو أنها معروفة بأنها سوق حرة منظمة تنظيما جيدا... وسيكون لذلك بالتأكيد تداعياته في أوروبا وإن ارتفاع اسعار الطاقة التقلدية وتزايد التركيز حاليا علي ضرورة خفض انبعاث الغازات الكربونية كلها امور تزيد وتدعم القدرة التنافسية للطاقة النووية مشيرا إلي انه يتم توليد حوالي 18% من الكهرباء في بريطانيا من الطاقة النووية. ويقول جيرالد دوسيت الامين العام لمجلس الطاقة العالمي في لندن: من أجل الأهداف الخاصة بثاني أكسيد الكربون والاحتياجات المتنامية من الكهرباء لدولة رئيسية من أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توجد ثغرات خطيرة مالم تظل الطاقة النووية عنصرا مهما في مزيج الطاقة البريطاني وهذا الاستنتاج المتأخر هو الذي سيكون مؤثرا في النقاش الدائر في أماكن مثل استراليا وايطاليا وألمانيا وحتي في الولاياتالمتحدة. وقال لوي ايشافاري المدير العام لوكالة الطاقة النووية في باريس: من الواضح جدا أن الطاقة النووية من مصادر الطاقة الواقعية التي يمكن أن تسهم بجدية كبيرة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وسيتعين علي مؤيدي الطاقة النووية التصدي لعوائق كبري حتي بعد التغلب علي مشاكل التخطيط والمعارضة الشعبية. فالمحطة النووية الجديدة في فنلندا علي سبيل المثال متأخرة عامان عن موعدها كما أن ميزانيتها زادت علي التقدير الاصلي بنسبة 50%. وربما يحفز ارتفاع أسعار النفط المستثمرين المحتملين لان وكالة الطاقة النووية تقول إن الطاقة النووية تصبح مغرية حتي اذا انخفضت أسعار النفط الي ما بين 40 و45 دولارا للبرميل. ورغم ارتفاع أسعار اليورانيوم أيضا فإنه لا يمثل سوي 5% من اجمالي تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة النووية في حين أن الغاز الذي يتوقع ارتفاع أسعاره مع صعود أسعار النفط يمثل نحو ثلاثة أرباع تكلفة توليد الكهرباء في المحطات التي تعمل بالغاز. ورغم أن الدلائل تتزايد علي أن توليد الكهرباء من المحطات النووية له جدواه الاقتصادية فإن التساؤلات تبقي حول من يتحمل تكلفة تفكيك المفاعل بعد انتهاء عمره الافتراضي والتخلص من المخلفات النووية وتخزينها لالاف السنين.