أثارت الكاتبة الجادة ألفة السلامي في استراحتها الأسبوعية قضية مجتمعية "مسكوت عنها".. قضية اغتصاب طفلة "ولم يكن المجرم المتوحش شخصا غريبا عن العائلة، فهو قريب لها من جهة الأم" هكذا كتبت الأستاذة ألفة.. وأضافت "أنه أي المجرم كثير التردد علي الأسرة ويحظي باحترام وتقدير. فهو مدرس بارع في الرياضيات وبارع في الكلام والوجاهة".. تقول ألفة: إن الطفلة كبرت وصارت امرأة ناضجة وتزوجت وأنجبت.. وتراودها الرغبة في الانتقام.. وتتساءل "أمل" وهي صاحبة المشكلة: هل تفضحه؟ هل تتجاوز الحادث؟ ولكن كيف تسكت وهي "معركة مجتمع مع هؤلاء الوحوش"؟ أثارت الكاتبة السلامي هذا الموضوع الشائك بجرأة وإن شعرت أن قلمها كان ينزف دموعا فوق الورق.. إنها دموع يختلط فيها التعاطف مع الغيظ. والقضية كما أراها بعقل هادئ دون انفعال اللحظة ولا أكتم القرف من مجتمع يفرز رجلا تربويا "مدرس رياضيات" يكون بطل الحادث "الصدمة" الذي لا يحدث في مجتمع عشوائيات. والأخطر في القضية أن مرتكبه "قريب" وليس "غريباً"! فعندما يداعب هذا "القريب" طفلة في التاسعة بابتسامة لزجة وعيوناً مسعورة ويقول لها "تعالي يا قمورة في حضن عمو". فلن تتردد الطفلة التي تري بعينيها الاحترام لعمو "!" وتلك أول خطوة، حين يتحسس جسدها حتي تحين له لحظة الافتراس.. وليس من المعقول أن نحذر الأمهات من أي تلطف يصدر من الأقارب وإلا كان علي الدنيا السلام! إنه قريب من الأسرة ورجل تربوي، لكنه بلا ضمير والوحش داخله أكبر من صلة القرابة وأكبر من دوره المدرسي. إنه حادث ربما يحدث كثيرا من الأقارب ولعلهم يسكتون خشية الفضيحة. فلا يوجد أهل يشوهون حياة ابنتهم إذا تعرضت لهذا الموقف خصوصا إذا كان العم أو الخال أو زوج الأم أو ابن عمة الأم... إلخ! إنه موقف شائك وحساس خصوصا في مجتمعاتنا التي تكفي علي حوادث التحرش الجنسي ماجوراً.. فما بالكم بانتهاك جسد طفلة واغتيال براءتها. إن بوح السيدة الفاضلة أمل هو أذكي علاج نفسي للعقدة التي ترسبت في أعماقها منذ الطفولة. وما أسهل أن نحذر الأمهات من "اختلاء" الأقارب ببناتهن وهن أطفال بضفاير أو صبايا. بل ربما أحذر أيضا من الخلوة مع طفلها الصبي إذا كان هناك أحد الأقارب! ولست أريد يا عزيزتي ألفة السلامي الوقوع في فخ التعميم وأن كل الأقارب وحوش وكل المدرسين بلا ضمائر. فليس هذا صحيحا! لذلك أري أن تتجاوز السيدة أمل الحادث القديم. ولا مبرر للانتقام، فالانتقام الإلهي أكبر وأقسي. المطلوب من البيوت المصرية "نوبة صحيان". تتنبه الأمهات للصبيان قبل البنات. المطلوب تفتيح الأذهان برفق وحنان. المطلوب حماية الأولاد والبنات من محاولات التحرش وفضحها، وهل نفضح الأقارب العقارب أيضاً؟! مازالت مجتمعاتنا تقيم وزنا للعشم و"غلطة ومش حتعود".. مازلت أردد أن الإصلاح الاجتماعي قبل السياسي. ويا علماء الاجتماع وأطباء النفس قولوا كلمتكم قبل فوات الأوان.