أصبح واضحا الآن أن كثيرا مما كان يرجوه الرئيس جورج بوش أن يتحقق قبل انتهاء مدة رئاسته لن يتحقق حتي آخر يوم من هذه الرئاسة. أكبر مثال علي ذلك إغلاق معتقل جوانتانامو في كوبا حيث تعتقل الولاياتالمتحدة المتهمين بالإرهاب. أول وأهم المعترضين علي اغلاق جوانتانامو نائب الرئيس ديك تشيني. المعتقلون هناك سينتقلون إلي الولاياتالمتحدة ويري تشيني ان هؤلاء ستكون لهم حقوق قانونية كثيرة. ومن ناحية أخري فإن المحكمة العليا التي بدأت نظر قضية اثنين من هؤلاء المعتقلين الأجانب لابد من انتظار حكم المحكمة في قضيتهم بالنسبة لاعتراضهم علي اعتقالهم وكان الكونجرس قد جرد المعتقلين الأجانب من حق التظلم أمام المحكمة العليا. وقد أعلن وزير الدفاع روبرت جيتس للكونجرس ان محاولته الحث علي اغلاق جوانتانامو قد باءت بالفشل لاعتراضات القانونيين في الإدارة الأمريكية علي ذلك. ومن ناحية أخري فإن الذين يريدون وضع نظام قضائي جديد بالنسبة للمعتقلين لم يتفقوا علي أي قرار بشأن الحرب علي الإرهاب أو اغلاق المعتقل ولم يستطيعوا ان يقرروا ما إذا كان يمكن اعتبار المعتقل عدوا محارباً يتمتع بحقوق المحاربين أم لا. ورغم أن هناك اتفاقا واحدا وهو أن اغلاق المعتقل يحسن صورة الولاياتالمتحدة في الخارج إلا أن كل ما فعله البنتاجون هو أنه خفض عدد المعتقلين إلي نحو 300 سجين كما يزمع تقديم ثمانين منهم الي اللجان العسكرية التي تبحث قضاياهم. وهناك تفكير في اطلاق سراح سبعين معتقلا آخرين وترحيلهم الي دول اوروبية ولكن اوروبا ترفض قبولهم في الوقت الذي تطالب فيه باغلاق المعتقل. والمشكلة الكبري التي تواجه الإدارة الأمريكية هي أنها تعتبر 150 معتقلا خطرين جدا علي أمن أمريكا ولذلك تبرر بقاءهم في المعتقل ولا تستطيع ان تضع نظاما اداريا يبرر استمرار اعتقالهم وفي الوقت نفسه لا يمكن تقديمهم الي المحاكمة لعدم وجود أدلة تبرر ذلك. والنتيجة النهائية لهذه الحجج القانونية ان الولاياتالمتحدة لن تغلق جوانتانامو في المدة الباقية علي رئاسة بوش وقد وجدت عذرا قويا يبرر ذلك وهي انها في انتظار حكم المحكمة العليا في قضية المعتقلين الأجنبيين التي تنظرها المحكمة ولم تفصل فيها بعد.