الهجرة غير الشرعية أحد أهم الأمراض الخطيرة التي يعاني منها الشباب المصري والذي وصفها اللواء عبدالله الوتيدي مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة وأحد المسئولين عن مكافحة هذا المرض بأنها كالسرطان الذي ينخر مستقبل الأمة لانه يصيب شبابها في مقتل فضلا عن انه يسيء الي سمعة مصر في الخارج ولذلك اخذ علي عاتقه مكافحة هذا المرض وتحذير الشباب من مخاطر الهجرة غير الشرعية والوقوع ضحية النصابين ومحترفي الاتجار بطموح الشباب وكشف الوتيدي في حواره مع "الأسبوعي" عن الجهود المبذولة من جانب وزارة الداخلية في مكافحة هذا الخطر فكان التالي.. قال مدير إدارة مباحث الأموال العامة إن الخطة الأمنية التي تم وضعها مؤخرا واشرف عليها وزير الداخلية شخصيا أسفرت عن ضبط 442 قضية هجرة غير شرعية وبلغ عدد المتهمين فيها 611 متهما قام بتسفيرهم 26 تشكيلا عصابيا وذلك في الفترة من أول يناير 2007 وحتي أواخر سبتمبر الماضي. وأضاف ان جهود الإدارة أسفرت أيضا عن ضبط واحباط 19 محاولة تهريب علي الشواطئ المصرية كان ضحيتها 1217 شابا حاولوا السفر بحرا إلي أوروبا كما تناقص عدد الشباب المرحلين من أوروبا الي 1288 شابا مقابل 3344 شابا عن نفس الفترة من العام الماضي. * بداية ألا تتفق معنا أن الهجرة غير الشرعية للشباب في تزايد مستمر وهذا يسيء إلي سمعة مصر خاصة أن ذلك يرتبط بتجنيد هؤلاء الشباب من جهات أجنبية؟ ** هذا صحيح بل يمكن القول إن الهجرة غير الشرعية كالسرطان الذي ينخر في مستقبل الأمة ولذلك نحن نهتم اهتماما خاصا لوقف تلك الهجرات والتي يتعرض لها الشباب خلالها للهلاك والغرق بسبب استخدامهم وسائل نقل غير آمنة وإذا لم يمت بعض هؤلاء الشباب في عرض البحر ماتوا من الملاحقات الأمنية التي يتعرضون لها من جانب اجهزة الدول التي يقصدون الهجرة اليها بل وبعضهم يقبض عليهم هذا بالاضافة الي عمليات النصب التي يتعرضون لها ولا أعرف كيف يدفع شاب تحويشة عمره ليسافر الي المجهول بل ان اسرته تتحمل بعد ذلك نفقات كثيرة سواء في تسفيره أو تسديد ما عليه من ديون وبالتالي نحن نبذل كل جهد في ملاحقة هذه العصابات وكل من يوهم الشباب بالهجرة بشكل غير شرعي ويزور لهم المستندات والأوراق باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ولذلك فإن هذه الجرائم مرتبطة بجرائم التزوير والتزييف ونحن لكل ذلك بالمرصاد. * هل تقتصر الهجرة غير الشرعية علي تهريب المصريين للخارج أم هناك أشكال أخري لها؟ ** الهجرة غير الشرعية هي بالفعل تهريب لأفراد مصريين وتأخذ ثلاثة أشكال هجرة غير شرعية من مصر الي الخارج وخاصة لدول الاتحاد الأوروبي وذلك اعتقادا من الشباب ان حالهم سيكون افضل اقتصاديا في تلك الدول والنوع الثاني هجرة لمصر من دول أخري خاصة من رعايا بعض الدول كدول شرق وجنوب شرق آسيا وكذا بعض الدول الافريقية. أم الشكل الثالث والأخير فهو من دول بالخارج لدول اخري مرورا بمصر كمحطة ترانزيت ويمثل اخطر انواع هذه الهجرة هو النوع الأول لانه يمس عصب دولتنا وهو الشباب الذي يمثل المستقبل. * وما علاقة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في زيادة معدلات الهجرة غير الشرعية؟ ** التطور التكنولوجي والحاسب الآلي ساهم إلي حد كبير في زيادة حجم الهجرة غير الشرعية وذلك من خلال تزوير التأشيرات أو اصدار تأشيرات دخول صحيحة من قنصليات لبعض الدول الاوروبية بموجب مستندات مزورة أو وهمية أو نقل تأشيرات صحيحة الي جوازات بعض الشباب بعد تزوير جوازات سفرهم بالاضافة الي بعض انواع التحايل الأخري كالسفر الي دول اوروبا الشرقية لسهولة الحصول علي تأشيراتها تمهيدا للهروب الي دول غرب أوروبا أو بواسطة الطرق البرية وهي تتم عادة عن طريق التسلل عبر الدروب الصحراوية والخروج الشرعي عن طريق منفذ السلوم والتجمع علي شواطئ دول عربية كالشواطئ الليبية تمهيدا للهجرة الي ايطاليا من خلال هذه الشواطئ. أما النوع الثالث للهجرة غير الشرعية بالطرق البحرية وذلك باستخدام القوارب المطاطية حتي عرض البحر والركوب بعدها في السفن التي تقلهم لدولة المقصد والتي تكون غالبا ما تكون اليونان او ايطاليا وهذا كله يتم عن طريق تجميع الشباب راغبي السفر بواسطة عصابات الهجرة غير الشرعية ويساعدهم في هذا البيزنس الوسطاء والسماسرة من جميع المحافظات مقابل مبالغ من المال تصل في بعض الأحيان من 30 إلي 40 ألف جنيه.