ألمح البنك المركزي الأوروبي إلي امكانية اقدامه علي رفع أسعار الفائدة في سبتمبر القادم لكبح جماح معدلات التضخم إلا أن المركزي الأوروبي استبعد قيامه بهذه الخطوة بسبب الأزمة العاتية التي ضربت الأسواق المالية علي خلفية أزمة الائتمان العقاري. وكان المركزي الأوروبي قد أقدم علي ضخ أموال ضخمة في السوق بصورة دعت خبراء إلي تقييم امكانية قيامه باتخاذ قرار يتعلق بتعديل أسعار الفائدة عندما يجتمع في السادس من الشهر القادم. وفي تصريح نادر ورسمي لمحافظ البنك المركزي الأوروبي "جان جاك ترشيه" قال فيه إن الظروف السوقية قد تطورت لتعود إلي طبيعتها كما عادت البنوك الخاصة إلي استئناف منح القروض إلي المقترضين الجادين. وقال ترشيه إن هذا المسلك قوبل بالترحيب وسوف يساعد علي إعادة الأسواق إلي طبيعتها. وفي الوقت نفسه، قال البنك المركزي الألماني إن تأثير خسائر القروض العقارية في الولاياتالمتحدة علي الاقتصادات الكبري في منطقة اليورو سيكون محدودا بصفة عامة. وتعكس تصريحات ترشيه كيف أن اصحاب القرار داخل البنك المركزي الأوروبي لا يرون تناقضا بين ضخ السيولة في الأسواق ورفع وشيك لأسعار الفائدة. ويهدف البنك المركزي الأوروبي إلي السيطرة علي معدلات التضخم خلال المدي المتوسط مع زيادة معدلات الفائدة وهما أمرن لا يري المسئولون فيهما تعارضا. وقال محلل بارز في مجال اقتصادات منطقة اليورو إن تعديل أسعار الفائدة يجب أن يرتبط بعودة الاستقرار إلي الأسواق وأضاف أنه يصعب التصديق بامكانية اقدام البنك المركزي علي رفع أسعار الفائدة إذا ما عادت الأزمات إلي الأسواق والمعروف أن البنك المركزي الأوروبي أقدم علي تعديل أسعار الفائدة تسع مرات منذ نهاية عام 2005 لتصل إلي 25.4% بعد أن حصل الاقتصاد الأوروبي علي قوة دفع معقولة وساهم ارتفاع سعر الفائدة علي زيادة قيمة اليورو. وتتحفظ بعض الدول مثل فرنسا علي سياسة زيادة أسعار الفائدة وتري أنها تضر بعمليات الاصلاح كما تزيد من تكلفة عمليات الاقتراض. وقال محلل "لويدز" إنه في حالة عدم إقدام المركزي الأوروبي علي رفع أسعار الفائدة في سبتمبر القادم سوف يكون ذلك مؤشرا علي وجود أخبار سيئة وهو ما يثير الشكوك في السوق. وكانت بيانات صدرت حديثا قد أظهرت أن معدل النمو الاقتصادي في منطقة اليورو التي تضم 13 دولة تباطأت في الربع الثاني إلي 0.3% وهو نصف معدل النمو المسجل خلال الفترة نفسها من العام الماضي وهو أقل من المتوقع ولكنه يتماشي مع المعدلات المستهدفة للبنك المركزي الأوروبي. ورغم التباطؤ، قال رئيس مصرف "بوندسبنك" الألماني إن الخسائر التي ترتبط بانهيار سوق القروض العقارية في الولاياتالمتحدة تعتبر محدودة بصفة عامة. والمعروف أن البنك المركزي الأوروبي قام بضخ 7.7 مليار يورو في يوم واحد كما أقدم علي ضخ مبلغ آخر صغير في الأسواق قبل يومين يقدر ب94.8 مليون يورو ورغم التصريحات التي تهدف إلي طمأنة الأسواق مع ذلك تحتاج الكثير من الشركات إلي سداد ديونها قصيرة الأجل إلا أنها لن تقدم علي ذلك ما لم يكن المستثمرون علي ثقة بأن الأسوأ قد مر. وكان مصرفان استراليان هما بلو ستونز مورجتيج و"رامز هوم لوونز" قد أعلنا عن امكانية تأثر ارباحهما نتيجة لأزمة أسواق المال الأخيرة كما أعلن مصرف "يو. بي. اس" ان ارباحه ستتراجع في الأغلب للأسباب نفسها.