بسبب العولمة التي تبشر بها الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تهدم الأسوار والحدود وتفتح الطرق المؤدية إلي الأسواق العربية والإسلامية وتزيل كل العوائق التي تمنع انتشار وهيمنة التجارة العالمية من خفض للتعرفة الجمركية إلي حدودها الدنيا، والغاء حقوق الوكالات، فالكل له الحق في استيراد البضائع من أي مكان دون أن يتدخل الوكيل في حرية الاستيراد ويضع رسوما علي المستورد، اذاً فالعولمة في حقيقتها هي: حرية التبادل (نظام اقتصادي يقضي بإزالة الجمارك واطلاق الحرية للتجارة الدولية" والآن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أكبر الدول انتاجا وتصنيعا، فهي المستفيد الأكبر من الغاء الحواجز الجمركية، وفتح الأسواق العالمية أمام المنتج الأمريكي، اذا فالعولمة تفسد علي الديمقراطية مبادئها وتصادر حرية الدول والشعوب ومؤسسات المجتمع المدني في أن تكون لهم حرية سياسية أو اقتصادية لا تتأثر بقوانين السوق، ولا بما تفرضه العولمة وهي في حقيقتها (أمركة) لأن أمريكا تقول "أنا العالم والعالم أنا" فالعولمة مصطلح يخفي وراءه الأمركة وها هو الصحفي الأمريكي توماس فريدمان يؤكد: أن العولمة هي عملية (أمركة) إذا لأول مرة في التاريخ يتحول العالم ليصبح ملعبا لأمريكا، ويعتقد هذا الصحفي، انها لم تصل امبراطورية في التاريخ إلي ما وصلت إليه الامبراطورية الأمريكية من اتساع في مجالات النفوذ والسيطرة والهيمنة ومن انتشار القيم ومن مستوي درجة خضوع الآخرين. إذا فالغرب عامة وأمريكا علي وجه الخصوص تسلب العالم بالشمال ما تعطيهم إياه باليمين، وفي الغالب يكون ما تأخذ أكثر بكثير مما تعطيه هذا بالاضافة إلي تدخل بعض زوجات المسئولين العرب في قرارات أزواجهن مما يؤثر في مبادئ الديمقراطية ويصرفها عن طريقها المرسوم لها الذي تحقق من خلال حرية الإنسان ورفاهيته، وهناك محدد آخر يؤثر في الديمقراطية العربية، ويفسد عليها قيمتها ومبادئها وهو الجليس السيئ، او مستشار السوء الذي حذره منه رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حين قال: "ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالي" (البخاري) وسميت بطانة لأنها ملامسة لجسد الانسان مباشرة، فهي أقرب إليه حتي من أقربائه واصدقائه، يسمع اليهم ويعمل بمشورتهم، فيتأثر سلوكه الديمقراطي بنصائحهم وتوجيهاتهم ويكون في ذلك افساد للديمقراطية وانحراف بها عن الطريق السوي، والحاكم هذا أو المسئول يتحمل مسئولية هؤلاء الذين يختارهم بمحض ارادته لأنه لا يريد أعواناً يسمعونه الحق الذي يكرهه، بل يريد أناساً يرددون علي مسامعه ما يجب أن يسمع من النفاق والكذب، ومن بشائر الخير للأمير أن يوافقه الله تعالي إلي وزير صدق يخلص له النصيحة، ويدله علي مواطن الحق، وينهاه عن مواطن الزلل قال صلي الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وان ذكر أعانه، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء أن نسي لم يذكره وان ذكر لم يعنه"، والله سبحانه وتعالي يعين من طلب العون وسعي إليه سعيه، ويتخلي عمن أساء الاختيار بمحض إرادته دون إكراه من أحد إلا نفسه الإمارة بالسوء اذاً فإن تدخل محددات تسء إلي قيم الديمقراطية، وتنحرف بها عن سبيلها القويم خشية لها ما يبررها لأن توظيف الديمقراطية لاشاعة الظلم بين الناس وسلب الحقوق من أصحابها، وتمكين من هم ليسوا في مستوي المسئولية من رقاب الناس وهو ما تحاوله الولاياتالمتحدةالأمريكية في دعوتها إلي نشر الديمقراطية في العالم وهو ستار تخفي وراءه مصالحها ونياتها الشريرة فالديمقراطية التي تبشر بها الولاياتالمتحدةالامريكية العالم الإسلامي هي ديمقراطية منزوعة الدسم وهي ديمقراطية مزيفة لا تحمل من الديمقراطية إلا اسمها أما قيمها ومبادئها فهي بعيدة عنها كل البعد فديمقراطية أمريكا التي تحملها معها الي العالمين العربي والإسلامي هي: ديمقراطية الغزو والاحتلال والتدمير، هي ديمقراطية سجن جوانتانامو وأبو غريب، هي تدمير افغانستان وافتعال الأزمات في العالمين العربي والإسلامي كمبرر لتدخلها بناء علي خطط تضعها الإدارة الأمريكية من أجل السيطرة علي نفط العالمين العربي والإسلامي وزرع القواعد العسكرية الأمريكية في كل أرض عربية أو إسلامية لتتحكم في الإرادة السياسية والاقتصادية والعسكرية لأي بلد عربي أو إسلامي هذه هي الديمقراطية التي تبشر بها أمريكا العالمين العربي والإسلامي وبسبب عمالة بعض الانظمة لأمريكا من أجل الحفاظ علي مقاعد الحكم فإن هذه الانظمة تسوق هذه الديمقراطية وتكسوها من الألبسة ما تخدع به الناس وتصرفهم عن حقيقة الديمقراطية التي ترفض الظلم وتستنكر الاستبداد وتدافع عن حقوق الشعوب المسلوبة إذا فهناك اتفاق غير معلن وعهود غير مكتوبة بين أمريكا وبعض الأنظمة العربية في خداع الشعوب بديمقراطية مزيفة فارغة من أي مضمون فينشغل الناس بها ويروجون لها ظنا أنها عين الديمقراطية التي تطبقها أمريكا في بلادها.